تعد تجربة الشاعر (محمد فهد العيسى) الشعرية من أكثر التجارب الشعرية المتميزة بالحداثة، موظفاً من خلالها مفهوم الغربة؛ حيث استطاع الشاعر تحويل المعاناة الإنسانية (الفردية) إلى قيم انفعالية تعبيرية، تهدف من وراء ذلك إلى طرح قضية من أهم القضايا الإنسانية المعاصرة الملازمة للإنسان، والعمل على تحريك المتلقي ولفت انتباهه، وإثارته وجدانياً، ومن ثم العمل سوياً على حل هذه القضية.
وقد تناولت هذه الدراسة الغربة في شعر محمد العيسى، وذلك من خلال اختيار ديوانه الشعري الموسوم بـ(الحرف يزهر شوقاً)، وهذه الدراسة مقسمة إلى قسمين:
القسم الأول: معنى بالمسلك التنظيري؛ حيث خصص لعرض حياة الشاعر، وسيرته العلمية والأدبية، وطرح مفهوم الغربة من المنظور اللغوي والاصطلاحي، وتحديد مفاهيمه ودلالاته.
القسم الثاني: معنى بالمسلك التطبيقي؛ حيث خصص لدراسة وتحليل أنواع الغربة، وقد جاءت على النحو التالي:
النوع الأول: الغربة الذاتية (النفسية): وعني معرفة أسباب ما يعمق حالة الانفصال، والعزلة.
والنوع الثاني: الغربة الاجتماعية (المكانية):
واقتضت طبيعة الدراسة الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي، للكشف عن ظاهرة الغربة في النصوص الشعرية.