تُعدُّ َ فترةَ الحُروبِ الصَّليبيَّةِ من الفترات التي ظُلِمت ظلمًا كبيرًا؛ لأنَّ معظم الباحثين اعتمدُوا على نتيجةٍ مؤدَّاها أنّ تلك الفترة تُعاني من الجُمودِ الأدبيِّ، ولكن إنْ تعمَّقنا وتركنا تلك النتيجَةَ الجاهزة السابقة، وأعدنا قراءة بعض نصوص تلك الفترة سنجدها على قدرٍ عالٍ من الجَودةِ الفنيَّةِ، وهي تحتاجُ إلى دراساتٍ مُفصَّلةٍ؛ لنقفَ على نتائجَ مُهمَّةٍ لتلك المرحلة الأدبيَّةِ، وقد جاء هذا البحثُ ليخلقَ جسرَ تواصُلٍ بين الماضي السَّحيقِ والماضي القريب، و دور التراث الديني والتاريخي كعاملٍ من عواملِ النَّصرِ فى عصرِ الحروب الصليبية.
أولا :تَوْظِيْفُ اَلتُّرَاثِ اَلدِّيْنِي (اَلْغَايَةُ وَالْهَدَفُ). وتناولت فيه الغايات والأهداف من توظيف التراث الديني في شعر جهاد الحروب الصليبية، على النحو الآتي:
1-إِعْلَاءٌ لِكَلِمَةِ اللهِ الَّتي هِي مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ النَّصْرِ.
2-إِعَادَةُ تَكْوِيْنِ اَلْحَاضِرِ عَلَى أُسُسٍ مُنْبَثِقَةٍ مِنْ تَوْظِيْفِ اَلتُّرَاثِ الدِّينيِّ.
3- إِحْيَاءُ أَخْلَاقِ اَلْمُجَاهِدِ اَلْمُنْبَثِقَةِ مِنْ اَلْمًوْرُوْثِ اَلدِّينيِّ.
4- مساندة منبثقة من ركيزة إسلامية للمجاهد العربى.
ثانيا:: تَوْظِيْفُ التُّرَاثِ التَّارِيْخِى فِي شِعْرِ اَلْحُرُوْبِ الصَّليبيَّةِ: اَلْغَايَةُ وَالْهَدَفُ.
من خلالِ عدَّةِ نقاطٍ؛ هي:
1- إِنَارَةُ اَلطَّريقِ أَمَامَ اَلْمُجَاهِدِ العَربيِّ عَلَى أُسُسٍ مُنْبَثِقَةٍ مِنْ تَوْظِيْفِ التُّراثِ التَاريخيِ.
2-إِحْيَاءٌ لأخلاقِ المُجَاهِدِ العربيِّ المُنبثقَةِ مِنْ المَوروثِ التَّاريخيِّ.
3- خَلْقُ رُوْحِ اَلْمُشَابَهَةِ بَيْنَ اَلْمَاضِي وَالْحَاضِرِ فِي اَلثَّبَاتِ وَالإِقْدَامِ.
4- نُصْرَةٌ لِلْمُجَاهِدِ فِي اَلْحَاضِرِ فِي إِطَارِ تَخْلِيْدِ الشَّخْصِيَّةِ اَلْمُجَاهِدَةِ فِي اَلْحَاضِرِ كَمَا خُلِّدَتْ فِي اَلْمَاضِي.
وقد انتهي إلى نتيجة مفادها أنَّ التَّوظيفُ التَّاريخيُّ، والتَّوظيفُ الدِّيني؛(سواءً بالألفاظِ أو الأماكِنِ أو العَقَائِدِ) إنَّما جاءَ لِخِدْمَةِ قضيَّةٍ واحدةٍ، وهي الجِهَادُ.