تعرض البحث لدراسة أشكال التجديد في تقنيات السرد القصصي عند محمد حافظ رجب، في نماذج من سرده القصصي اشتملت على أصداء من سيرته الذاتية. وقد بُنيت الدراسةُ على مطالب أربعة، رصد الأول منها العلاقة بين الواقع والفن أو الأصل ونسخته أو بين سيرة "محمد حافظ" الواقعية، وسيرته القصصية، وقد عمدنا إلى مقابلة (الأصل على الصورة)؛ لنثبت أنّ مادة الأديب كانت من واقعه وسيرته في هاتين القصتين. وتناول المطلب الثاني دراسة اللغة، وأثبتنا من خلال رصد أهم مميزات اللغة وخصائصها عند "حافظ" أنّه لا يرضى بالجاهز من التراكيب، ولا بالأكليشيهات المصطنعة، وإنما أبدع لنفسه أبجدية لغوية جديدة.
وفي المطلب الثالث طوّفنا حول المعادل البصري للصورة، ورصدنا التمثيل البصري للصور الذهنية وتقنياتها، وأهمها: عين الكاميرا، والمونولوج الداخلي، ثم درسنا الصورة العجائبية، التي ينطلق فيها سحر الخيال مقيدًا برؤية بصرية تحاول أن تربط هذا الخيال بأرض الواقع؛ حتى لا يغدو التعبير السردي شطحات غير مفهومة، كما حللنا أهم ملامح الصورة البصرية، وهي الرؤية الجارحة أو الملمح الوحشي، الذي توصلنا من خلاله إلى عمق مشاعر الأسى، ومدى تأثيرها في تشويه رؤية المشاهد التي رسمها "حافظ" لفصول سيرته القصصية، وعرضنا في المطلب الأخير لأهم ما يميز الحدث والحبكة والشخصية في القصتين.