تهدف هذه الدراسة إلى دراسة المكان الأليف والمكان المعادي في رواية الغرفة 213لهيثم بهنام، في محاولة للكشف عن تمظهرات كل نوع من هذه الأماكن التي بدت واضحة الحضور في هذه الرواية، وتتجه الدراسة إلى الكشف عن أسباب التمايز بين النوعين وتقدم أحدهما عن الآخر كون الرواية تشير إلى مرحلة من مراحل الحرب الأهلية في لبنان.
وكما هو معروف فإن روايات الحرب تعتمد في ديناميتها على المكان بوصفه بطلا أو عدوا، وتأتي أهمية هذه الرواية في الأحداث المسرودة والتي تجسدت فيها وحشية المكان بوصفه معاديا، وجماله بوصفه أليفا، كما أن الرواية تركز على التحولات الاجتماعية المتعلقة بحياة اللاجئين والعيش في الملاجئ.
وقد أفادت الدراسة من بعض الدراسات السابقة التي تناولت المكان وجمالياته، وما يتعلق بالبحث المكاني في الرواية، كما أنها اعتمدت في دراستها للمكان على التحليل السيميائي الذ يغوص في أعماق النص محاولا كشف بعض من مدلولات المكان فيه، مع ربطها بالواقع وتسليط الضوء على أهم شخصيات الرواية ودورهم الفاعل في تحويل المكان من أليف إلى معادي، أو من معادي إلى أليف.
وقد خلصت الدراسة إلى أن خصوصية المكان والحدث وتنوع الشخصيات يؤدي إلى تفعيل دور المكان في السرد الروائي، والذي يكون فاعلا حين ما يتم له اكتمال الشخصية من الناحية النفسية.