الملخص
تتمحور الدراسةُ بتتبع رحْلَةِ البحث عن الذَّات وتحقيقِ الطموحات (الْحُلْمُ) لموضوعات السِّيرَة الذَّاتِيَّة لدى الكاتب عبد القادر الرباعي، في: "حكايةُ وشْم"؛ بقراءةِ النَّصِّ قراءَةً عميقة، عمل الكاتب على تَحْيَيْن الْخطاب السَّرْدِيّ، بعقد ميثاق ما بينه والمُتلقّي بالتطلُع نحو الآفاق بتجلد وصبر تبلورَ ذلك منذ البَدْءِ التَزَمَ به السَّاردُ وتعهَّد به وفعْلاً تَم له ذلك. تعدّ رحْلَةُ البحثِ عن الذاتِ مرحلةً مهمَّةً وفاعلةً في كتابةِ السّيرَةِ الذّاتِيَّة، تنبعُ أهميتها من خلال الأُطُر الموضوعية، التي ينشغل بها الكاتب في آلِيَّةَ الخطاب السَّرْدِيّ وتوْجِيهُهُ نحوَ المُتَلَقِّي بمختَلِفِ أشكالِهِ ويودُّ الوصول إِليه برغبة ملحة وناجِزة تبدأُ من الْحُلْم المخطَّطِ له وتنتهي بتحقيقه صعُودًا أَو هبوطًا؛ من خلال رسم الطريق بِمخطَّطٍ واضِح الأَهداف والأَبعاد وقد تم تحقيقُ ذلك المُنجز قولاً وفعلاً على الصُّعُدِ كافَّةً.
تكمن إِشكالِيَّةَ البحثِ والإِجابة عن أَسئلتِهِ الجوهرِية ِفي تتبع آلِيَّة فعل الكتابة لدى الذّات الكاتِبة؛ فهي ليست بالأَمر السَّهل؛ فلها شروطها وأَحكامها النَّقديّةُ ولا بد من معاينتها بحرصِ وعنايةِ فائِقَة؛ كي تصِبحَ ناجِزَةً في العمل السِّيرَالَذَاتِي وتحققهَا يأتي بفعْلِها من طرف الكاتب عَيَّنَهُ؛ بترجمة الأَفكار والمَشاعر في النص ماضِيًا أَو حاضراً.
أَما عن المنهج المتبع في هذا البحث، فهو المَنهجُ السَّرْدِيّ، توخَّيْنَا فيه الإيجَازُ بناءً على شروط وعاءِ النشرِ والحرص على تقديمِ تصوّر مُقْنِعٍ عن آلِيَّاتِ رِحْلَةِ البحث عن الذّات التي يَنْبَغِي أَنْ يتضمنها شروط كتابة السِّيرَةِ الذَّاتِيَّةِ، وذلك بقليل مِنْ التفصيل وذكر أَمْثِلَة كثِيرَة مِنْ الأَحداث والأَفعال والأقوال على كل جزئِيةٍ بالبحث أَحيانًا، في سبيلِ جعلِ الفكرةِ قريبَةً للقَارِئِ الكَريم.