البلاغة العربية وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم، وإنما وضع علم البلاغة لمحاولة إدراك هذا الإعجاز، والبلاغة بوجه عام هي فن الجمال وفن القول، ومن هنا اجتهد العلماء في كل عصر للحفاظ على تراثها، وتقريبه وتفصيله، ومحاولة التجديد فيه، فكان جهدهم مرتكزًا على أسس رئيسة تختلف باختلاف القدرات والملكات، وباختلاف نوع الدرس البلاغي، فالدرس النظري له اتجهات وأسس تباين اتجهات وأسس الدرس التطبيقي.
ومن هنا جاء هذا البحث هادفًا إلى الكشف عن هذه الأسس الرئيسة، ولما كانت جهود العلماء-قديما وحديثا- كالبحر الذي لا تنفد ماؤه، استوجب ذلك قصر الدراسة على طائفة من الجهود، فاخترت مقالات المجلة؛ لأنها منبع يجمع بين جهود عقول ومناهج متنوعة، وهي جهود عظيمة جمعت بين الدرس البلاغي التنظيري والتطبيقي؛ للحفاظ على البلاغة العربية –جذورها وقضاياها- بوجه عام، والبلاغة القرآنية والنبوية بوجه خاص.
وقسمت هذا البحث إلى مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، أما التمهيد ففيه نبذة موجزة عن موضوعات المقالات، والأسس الرئيسة لجهود العلماء فيها، كما فيه نبذة مختصرة عن مجلة الأزهر، ومميزاتها، وأما المبحث الأول ففيه، أسس جهود العلماء في المقالات النظرية، وأما المبحث الثاني، ففيه أسس جهود العلماء في المقالات التطبيقية، ثم ذيلت البحث بخاتمة فيها نتائج الدراسة، وأخيرًا فهرس المصادر.