لطفولة موسى النبي عليه السلام ما يشبهها، كأن يُلقى طفل في الماء، أو تؤول تربيته إلى خصمٍ له، مثلما أُلقِي موسى في اليمّ، فالتقطه خصمه فرعون وربّاه، ومِن الشخصيات التي لها طفولة كالطفولة الموسوية، ودَرَسَها البحث: حيُّ بن يقظان، وابنُ ذي يزن، وناشرةُ التَّغْلبيّ، وجبلُ بن آل حمدان، وسرجونُ الأَكَدِيّ.
وينهج البحث منهج الإنشائية التاريخية إذ يرتّب السرود بحسب الأقدمية في الزمن الذي سُرِدت فيه، وليس بحسب زمنها الواقعي، ويستخرج الأشباه مع بيان اختلافها ووظيفتها.
والأشباه هي: (الشبه الإلقائي) و(الشبه التربوي)، بأن يلقى طفل في ماء، أو يتربّى عند خصمه، وقد يجتمع الشبهان في قصة واحدة، وقد يقتصر التشابه على أحدهما، واصطُلح لهذه الأشباه التي بين القصص بالحافز (Motif)، وينبّه البحث على أن لهذا المصطلح مفاهيم أخرى، وأنّ مِن السرديين مَن يميّزه مِن الحافز المشترك (Topos).
ومن الملحوظ أن السرود المدروسة مختلفة العصور، ومتنوعة الأجناس، من خبر وقصة فلسفية وسيرة شعبية ورواية ومسرحية.
وتختلف حوافز السرود المدروسة في إنماء السرد بين حركي وسكوني، وفي وظيفتها بين وصفي وسردي وحجاجي.