يعد الشباب بمثابة القوة الحقيقية لأي مجتمع, ويجب أن تكون هذه القوة واعية راشدة كي تكون خطا للدفاع عن المجتمع ذاته تجنباً للمخاطر المحتملة, سواء كانت تلك المخاطر طبيعية فرضتها التغيرات الدولية، أو مخاطر مدبرة حاكتها بعض القوى المناوئة للمجتمع، والتي تخدم أجندات أيدولوجية ومصالح شخصية، حيث يمكن لتلك القوى المناوئة تزييف الوعي الجمعي لفئة من الشباب بل واستخدام قوتهم كوقود يشعل المجتمع ذاتياً.
لذا فمن الضروري تعديل وعي هذه الفئة من الشباب عن طريق الحوار والمناقشة الهادئة الواضحة لبعض قضايا الأمن القومي لإظهار حقيقة بعض المخاطر التي قد تهدد البناء المجتمعي ذاته, والتي قد لا يعي الشباب درجة خطورتها, ومن ثم العمل على توسيع نطاق دائرة تحمل المسؤولية الاجتماعية لهذه الفئة من الشباب الجامعي بغاية المساهمة عن اقتناع ويقين في تقوية الجبهة الداخلية للمجتمع, من خلال فهم وإدراك طبيعة المخاطر التي تهدد حدود الأمن القومي المصري, ومن ثم المساهمة في تبني رؤى أكثر عقلانية لبناء هياكل أكثر تماسكا لهذا المجتمع.
وانطلاقاً من تلك المشكلة البحثية كان هذا البحث الطموح والذي يتبنى تنمية وعي الشباب الجامعي بقضايا الأمن القومي المصري كمعالجة منهجية لمشكلته البحثية، حيث أكدت الأحداث وجود هوة وتباين واضحين بين التنظير للمواثيق القيمية الدولية وبين ممارستها على أرض الواقع، خاصة فيما يخص الدول النامية، ، كما هدف البحث إلى وضع تصور مقترح لتنمية وعي الطلاب ببعض قضايا الأمن القومي المصري الملحة مثل (الارتباط التاريخي والعمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، أهمية المحافظة على أرض وحدود مصر بكل اتجاهاتها خاصة شبه جزيرة سيناء) وذلك من خلال التطبيق على عينة من طلاب الخدمة الاجتماعية بكلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة، وقد توصلت الدراسة إلى ثمة تباين حول وضوح دور الخدمة الاجتماعية في تنمية وعي الشباب الجامعي بقضايا الأمن القومي المصري, من ثم توصلت الدراسة الى تصور مقترح قد يكون له ثمة أثر من خلال توجيه نظر الباحثين الاجتماعيين للتركيز على قضايا الأمن القومي المصري.