استهدف البحث التعرف على دور جامعة الأزهر في تعزيز ثقافة تقبل الآخر لدى طلابها من منظور التربية الإسلامية، واستخدم البحث المنهج الأصولي، والمنهج الوصفي، كما استخدمت الاستبانة بغرض جمع البيانات من العينة قيد البحث، واشتمل البحث على أربعة محاور: تضمن المحور الأول: إطارًا عامًا من مقدمة البحث ومشكلته وأسئلته وأهدافه وأهميته ومنهجه والدراسات السابقة، وتناول المحور الثاني: الإطار النظري، وتم من خلاله تناول الإطار المفاهيمي لثقافة تقبل الآخر، وعوامل قبول الآخر ومعوقاته وفق رؤية التربية الإسلامية، ثم عرض الآليات التي ترسخ دور الجامعة في تعزيز ثقافة تقبل الآخر لدى طلابها من منظور التربية الإسلامية، ثم المحور الثالث: وتناول الإطار التطبيقي للبحث (الجانب الميداني وإجراءاته ونتائجه وتفسيرها)، وتناول المحور الرابع: النتائج العامة للبحث والتوصيات والمقترحات. وتوصل البحث إلى أن تقبّل الآخر يُعرف بأنه استيعاب الفرد للآخرين على اختلاف آرائهم ومعتقداتهم وأجناسهم وتصرفاتهم وطبائعهم وأعمارهم، وقبولهم كما هم بكمالهم ونقائصهم، وبمزاياهم وعيوبهم، وأكد البحث على ضرورة الوسطية في حياة الأفراد والتي تعزز العمل على ضرورة تحلي الفرد في الإسلام بالسلوك المتوازن في كل من ممارسات النفس البشرية المتعلقة بالتعامل مع الآخرين. كما أكد البحث على أن الأصل في الإسلام أنّه دين تجمع وألفة، والدعوة إلى التعرف على الناس والاختلاط بهم أصيلة في تعاليمه، ولم يدع الإسلام أبناءه إلى العزلة والفرار من تكاليف الحياة، كذلك أكدت الدراسة على ضرورة تضمين قيم المواطنة والتسامح والتعايش مع الآخر في أولويات الجامعة لتكون محورا للندوات والمؤتمرات وكافة الأنشطة المختلفة، بحيث تساعد على مد جسور الترابط والتكامل بين مختلف الطلاب.  وأثبتت نتائج الدراسة الميدانية أن استجابات أفراد عينة الدراسة على محاور الاستبانة الأربعة كانت ما بين متوسطة وضعيفة، وهذا يؤكد على أهمية تعزيز دور الجامعة في تعزيز ثقافة تقبل الآخر لدى الطلاب، كما أوضحت نتائج الدراسة الميدانية أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات أفراد العينة على إجمالي الاستبانة، ومحاورها الفرعية تبعًا لمتغير النوع (ذكر- أنثى)، كما أوضحت نتائج الدراسة الميدانية أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات أفراد العينة على إجمالي الاستبانة، ومحاورها الفرعية تبعًا لمتغير نوع الكلية (نظرية- عملية)، وجاءت الفروق لصالح الفئة الأعلى متوسط وهي فئة الطلاب المنتسبين لكليات نظرية. كما أوضحت نتائج الدراسة الميدانية أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات أفراد العينة على إجمالي الاستبانة، ومحاورها الفرعية، تبعًا لمتغير الجنسية (مصري- وافد)، وجاءت الفروق لصالح الفئة الأعلى متوسط وهي فئة الطلاب المصريين، كما أوضحت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات أفراد العينة من طلاب جامعة الأزهر تبعًا لمتغير الفرقة الدراسية (الرابعة- الثالثة- الثانية- الأولى)، وذلك لصالح الفرقة الرابعة والثالثة مقارنة بالفرقة الأولى والثانية.