يدور موضوع البحث- تدويل التعليم في ضوء السنة النبوية- حول فكرة أؤمن بها إيمانًا جازمًا أن كل مستحدث في العصر الحاضر - سواء في التعليم أو في غيره - إنما هو نابع من القرآن الكريم والسنة النبوية وله جذور إسلامية ثابتة، ومن هذه الأمور المستحدثة مصطلح " تدويل التعليم". لقد بدأت عملية تدويل التعليم منذ فجر الإسلام، لأن رسالة الإسلام عالمية لا يحدها زمان ولا مكان وتجاوزت كل الفواصل الجغرافية. لقد كان أي رسول أو نبي قبل سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- يرسل لقومه خاصة إلا أن سيدنا محمدًا كانت رسالته عامة – عالمية دولية-.الناظر الممعن في القرآن الكريم يدرك أن القرآن الكريم حث على التدويل - ليس في التعليم فقط بل في كل شيء اقتصاد وصناعة وتجارة وزراعة و...و....- حث عليه رب العزة تبارك وتعالى. ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ  ﱢ ﱣﱠ([1]).   فالله تعالى أمرنا بالسير دون تحديد لزمان أو مكان أو بيئة معينة. إن قضية تدويل التعليم تذوب فيها كل الفوارق وتجمع بين القواسم المشتركة في الأخوة الإنسانية من منطلق قول الله تعالى: "ﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ  ﱭ ﱮ ﱯﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱶ ﱷ ﱸ  ﱹ ﱺ ﱻﱠ"([2]).  لكن مع الحفاظ على الهوية الوطنية القومية والثوابت الأصيلة العقدية الدينية من منطلق قول الله تعالى:"ﭐﱡﭐ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱠ"([3]).     ولما كانت ماهية تدويل التعليم تعني نشر العلم وتبادل الخبرات والمعارف المحلية لتصبح دولية عالمية ، فإن السنة النبوية اهتمت بذلك وخاصة بكل من هم داخل البيئة التعليمية كالكُتب التي أرسلها النبي r لجميع الملوك والعظماء حول العالم - كهرقل وكسرى والمقوقس والنجاشي- لنشر رسالة الإسلام وتعاليمه السامية، وارتحال الصحابة والسلف والبعثاث الرسمية من الأزهر لجميع بلدان الدنيا لنشر التعليم الأزهري. ونحو ذلك. ولكي ننهض بالتعليم الجامعي الأزهري في العصر الحاضر لا بد من امتلاك جامعة الأزهر لقدرات مادية وموارد بشرية ذات كفاءة عالية للقيام بجميع المهام والوظائف التي يتطلبها عصر التغير السريع في كل شيء حولنا، خاصة وأن الأزهر الشريف به كفاءات علمية شهد لها القاصي والداني مع حرصنا الكامل على استمرارية ما تتميز به جامعة الأزهر من علوم شرعية وعربية جعلت الأزهر الشريف صاحب ميزة تنافسية على سائر الجامعات، فلا بد من القضاء على معوقات تدويل التعليم الجامعي الأزهري لكي يواكب الحاضر ويستشرف نحو للمستقبل.    [1] - [سورة الأنعام:11] [2] -   [سورة الحُجُرات:13] [3] - [سورة الكافرون:6]