انطلاقًا من نتائج بعض الدراسات الأجنبية التي تناولت قضية تدويل التعليم، والتي أشارت إلى أنَّ معظم أدبيات تدويل التعليم تركز في عرضها للأسس النظرية والتاريخية للتدويل على بعض البيئات الغربية (أوروبا، الولايات المتحدة)، وتغفل بيئات ومؤسسات أخرى عديدة قد يكون لها تصورًا مختلفًا لتدويل التعليم، فقد هدف البحث التحقق من صور تدويل التعليم بالأزهر الشريف عبر فترات تاريخه المتعاقبة، وأهم العوامل المؤثرة في ظهورها. وفي سبيل ذلك استخدم البحث الأسلوب الطولي في الدراسة التاريخية معتمدًا على أسلوب تحليل الوثائق كأحد أساليب الدراسات التاريخية. وأظهرت نتائج البحث تنوع صور تدويل التعليم بالأزهر الشريف بدأً من تدويل المعلمين، تدويل الطلاب، تدويل إدارة التعليم، تدويل الشهادات، تدويل عملية الإشراف والرقابة، تدويل المناهج، تدويل نظم الدراسة، تدويل ممارسات التقييم العلمي، وأخيرًا تدويل آليات التمويل. كما أظهرت النتائج تنوع العوامل المؤثرة في ظهور هذه الصور ما بين عوامل دينية، وأخرى سياسية واقتصادية وجغرافية وديموجرافية وأكاديمية واجتماعية وإدارية تنظيمية إضافةً إلى عامل التَمَدْيُنْ الذي اتسمت به القاهرة. وفي سبيل تحسين تدويل التعليم الأزهري في الوقت الحالي يوصي البحث الحالي بنشر ثقافة التدويل بين أعضاء هيئة التدريس بالتعليم الجامعي وقبل الجامعي، صياغة خطة للتسويق الداخلي والخارجي لتدويل التعليم الأزهري، صياغة خريطة مستقبلية لاستعادة صورة التدويل التي أشتهرت بالأزهر قديمًا كالشيخ/الأستاذ الزائر، الشيخ العمود، الإجازة العلمية، المناظرات العلمية، الحلقات العلمية، إضافةً إلى تيسير آليات التمويل الوقفي.