مع تطور سوق العمل الإلكتروني، والرقمنة وتقنيات تكوين المعرفة كأساس للاقتصاد العالمي في ظل الثورة الصناعية الرابعة، أضحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة (ICTs) نقطة حاسمة لانتشار تدويل التعليم بشكل غير قابل للإلغاء.  وعلى الرغم من ابتكار العلماء مؤخرًا للعديد من المفاهيم ذات الصلة بالتدويل الافتراضي، مثل: التنقل الافتراضي، والتعلم عبر الشبكة عالميًا، والتبادل الافتراضي، والتعاون عن بُعد، والتعلم الدولي التعاوني عبر الإنترنت (COIL)، حيث استُخدمت هذه المفاهيم بشكل شائع لتسمية جوانب تدويل التعليم في الحرم الجامعي على مستوى الفصل الدراسي أو مستوى البرامج الأكاديمية، وبشكل أثبتت فائدتها في تعزيز فكرة الأشكال الافتراضية للتدويل. إلا أن العديد من الدراسات أشارت إلى أنه لم يتم تقديم نموذجًا شاملاً للتدويل الافتراضي الذي يمكن تطبيقه في التعليم الجامعي. وعلى صعيد آخر، أشارت العديد من الأدبيات التربوية إلى افتقار الجامعات المصرية إلى العديد من المقومات الأساسية للعبور إلى التحول الرقمي والتكيف مع مستجداته والتي منها التدويل الافتراضي للتعليم الجامعي، كاستجابة للتحديات العالمية التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي وبصفة خاصة بعد جائحة COVID-19. لذا سعت ورقة العمل الحالية إلى طرح أربعة من الصيغ المقترحة لتطبيق التدويل الافتراضي في التعليم الجامعي المصري. وفي إطار ذلك اعَتُمد على المنهج الوصفي الوثائقي، من خلال الرجوع إلى العديد من البحوث التربوية ذات الصلة بمجال التدويل الافتراضي للتعليم الجامعي، وذلك لتناول الإطار المفاهيمي لنشأة وتطور التدويل الافتراضي في التعليم العالي، مع الإشارة إلى بعض الجهود العالمية في مجال التدويل الافتراضي، وتحديد أهم المبررات الداعية إلى تطبيقه في التعليم الجامعي المصري، مع ذكر العديد من النماذج العالمية للصيغ المقترحة لتطبيق التدويل الافتراضي بالجامعات المصرية.