يزخر التراث التربوي الإسلامي بالكثير من الرؤى والأفكار التي يمكن الاستفادة منها في دراسة قضية تدويل التعليم واستخلاص نتائجها والعمل على تطبيقها في مؤسسات التعليم المصرية، خاصة وأنه من المعالم الرئيسة للفكر التربوي الإسلامي اختراقه لحدود الزمان والمكان، كما أن الرحلة في طلب العلم كانت فيما مضى من ألزم الطرق للمتعلم الذي يبحث عن جودة التعليم ويريد أن يتبحر في علمه، أو يريد أن يتلقى العلم على أيدي العلماء الثقات ويحصل عليه من منابعه الأصلية، كما أن تفرد علماء المسلمين وتميزهم في شتى العلوم، وخاصة في العصرين الأموي والعباسي جعلهم قبلة للعلماء ولطلبة العلم على حد سواء يأتون إليهم من كل حدب وصوب. وفي ضوء ما سبق: استهدفت الدراسة الكشف عن فلسفة ومداخل تدويل التعليم في التراث التربوي الإسلامي، وكيف يمكن الاستفادة من هذا التراث الفكري في تطبيقه على مؤسسات التعليم في جمهورية مصر العربية وخاصة مؤسسة الأزهر الشريف، كما استهدفت الدراسة أيضا: استجلاء الدور الحضاري للأزهر الشريف في تدويل التعليم عبر التاريخ وفي الواقع المعاصر، والعمل على وضع رؤية مستقبلية لتعزيز وتدعيم هذا الدور. واستخدمت الدراسة المنهج التاريخي بقصد دراسة قضية تدويل التعليم في التراث التربوي الإسلامي، والإفادة منها في فهم الحاضر والتخطيط للمستقبل، كما استخدمت أسلوب دلفاي كأحد الأساليب الملائمة للدراسات المستقبلية. وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج، أهمها: 1. أن مفكري التربية الإسلامية طرحوا العديد من الأفكار التي يمكن الاستفادة منها في تدويل التعليم، أمثال: ابن خلدون، والزرنوجي، والغزالي... وغيرهم 2. كان للأزهر الشريف دور ريادي وحضاري عبر التاريخ في تدويل التعليم من خلاله استقباله للطلاب الوافدين، وإرساله للمبعوثين، وإنشائه للمعاهد الأزهرية خارج مصر. 3. تدويل التعليم أصبح مؤشرا عالميا على جودة التعليم الذي تقدمه المؤسسات التعليمية.