استهدفت الدراسة التعرف على ملامح إعداد الطبيب في التراث التربوي الإسلامي، وذلك من خلال التعرف على السمات اللازمة لإعداد الطبيب في التراث التربوي الإسلامي، والتعرف على الأخلاقيات الواجب توافرها في الطبيب، وعلى أهم صفات الطبيب المسلم، وأهم مؤسسات إعداد الطبيب في التراث التربوي الإسلامي (المسجد، المدرسة، البيمارستان، منازل الأطباء)، والتعرف على أبرز أساليب إعداد الطبيب في التراث التربوي الإسلامي (الملاحظة السريرية والممارسة، القراءة الذاتية، المناقشات والمناظرات والاستشارات الطبية، الرحلة في طلب العلم). واستخدمت الدراسة كلاً من المنهجين: الأصولي والوصفي، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها: الكشف عن المتطلبات اللازمة لإعداد الطبيب، وهي عبارة عن متطلبات علمية وعقلية، ومتطلبات طبيعية وجسمية، ومتطلبات نفسية، ومتطلبات أخلاقية مثل إخلاص النية لله، الصدق، والأمانة، وستر العورة، والصبر، والتواضع، والرحمة، والرأفة، وقد اعتمد إعداد الطبيب في التراث التربوي الإسلامي على أسلوبين مهمين: الناحية النظرية وتشمل دراسة الكتب الطبية الأساسية بإشراف الأساتذة في المساجد، والمدارس، الناحية العملية أو التجريبية، والتي شملت مراقبة المرضى وتطور حالتهم الصحية في المستشفى وتدوين هذه الملاحظات وهو ما يعرف بالملاحظة السريرية والممارسة، وحضور حلقات التدريس في البيمارستانات، وأيضًا مراقبة الأستاذ عند فحصه للمرضى وكيفية تصرفه معهم، وقد انفرد التراث التربوي الإسلامي بموضوع إجازة الأطباء بحيث لا يتصدى أحد بمعالجة المرضى إلا إذا اجتاز امتحانًا. وأوصت الدراسة بضرورة دراسة وفهم تراثنا الإسلامي وقراءته قراءة نقدية تحليلية معرفية، وضرورة التركيز على التراث العلمي للعلماء المسلمين في المجال الطبي، وذلك لوصل الماضي التراثي بالحاضر التقني، وضرورة تنقية المناهج الدراسية من تمجيد الغرب وحضارته ورجاله وتدريس الحضارة الإسلامية وتاريخها ورجالها، والعمل على تعويد طلاب الطب على القراءة الذاتية، والتعلم مدى الحياة.