هدف البحث إلى تحديد مجموعة من القيم الإنسانية اللازمة للتعايش السلمي، والمتضمنة في وثيقة المدينة، التي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم، بين فئات المجتمع المختلفة في الدين والعقيدة، ومحاولة الاستفادة منها في العصر الحالي، لتظيم العلاقات بين الأفراد داخل الجماعة، وبين الجماعات وبعضهم البعض في إطار المجتمع، والتي كان لها دورًا بارزًا في إخراج المجتمع من دوامة الصراع القبلي، إلى رحاب الأخوة والمحبة والتسامح بتركيزها على مبادئ إنسانية سامية كنصرة المظلوم وحماية الجار ورعاية الحقوق العامة والخاصة وتحريم الجريمة، إلى غير ذلك من المبادئ والقيم التي تشعر أبناء الوطن الواحد أنهم أسرة واحدة،  واعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، للوقوف على طبيعة التعايش السلمي في الأدبيات وفي الاتجاهات الفكرية المعاصرة، واستقراء وثيقة المدينة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة، لتظيم العلاقة بين مكونات المجتمع المدني ذو المرجعيات المتباينة والمتضادة، وتتبعها لاستخلاص أهم قيم التعايش السلمي التي تضمنتها، وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج أهمها، التعايش السلمي فريضة الوقت في ظل ما تعانية المجتمعات اليوم من صراعات، وتضمنت وثيقة المدينة العديد من القيم والمبادئ المؤسسة للتعايش بين الأطراف الموقعة عليها من أهمها: التسامح، والحرية، والعدل والمساواة، وقبول الآخر، والحوار والتواصل.