يعتمد بناء المدخل التنموى الحديث بأبعاده المختلفة على ما يمكن تحصيله وتكوينه من بنية معرفية، كما يعتمد تكوين هذه البنية المعرفية على الرصيد الأساسى للرأس المال المعرفى، حيث يتناسب تناسبًا طرديًا تركيب البنية المعرفية لدى الأفراد بناء على حجم وقوة الرصيد الأساسى للرأس مال المعرفى . وبناء على قوة تركيب البنية المعرفية لدى أفراد الجماعة المنتجة التى تتولى مسئولية تحقيق طموحات المدخل التنموى يستطيع هذا المدخل تحقيق طموحاته، وأن يثبت جداوه من خلال تحليل إطراد هذه العلاقة وترجمتها فى صورة تطبيقات رقمية إلكترونية . ومن  ثم فقد انحصرت مشكلة هذا البحث فى تحليل هذه العلاقات وإثبات تسلسلها وتتابعها، فالمدخل التنموى الحديث أصبح لا يتجه إلى إقناع الناس بأن نمو مجتمعهم لا يعتمد على رأس المال المادة وأصول المقومات الهيكلية المادية كمقومات أساسية كما كان يعتقد من قبل، بل أصبح يعتمد على الرصيد المحتمل من رأس المال المعرفى، وما يمكن تحصيله من هذا الرصيد لدى الأفراد التى تضع على عاتقها مسئولية تحقيق مطالب التنمية فى صورة جماعة نموذجية منتجة تكتسب بنية معرفية تتميز بالحداثة، والطابع الرقمى الإلكترونى تستطيع من خلالها تحقيق طموحات التنمية فى مجالاتها المختلفة . وركز البحث على حتمية وجود هذه الجماعة النموذجية من المختصصين فى مؤسسات علمية معينة توفر التخصصات اللازمة لتحقيق هذه الطموحات، ومن ثم تمثل نموذجًا استرشاديًا للمدخل التنموى وفق العلاقات التى أشار إليها البحث . ولعل من أهم معايير هذه التخصصات التنوع والعمق اللذان يسمحان ببناء معرفى جيد يحقق طموحات المدخل التنموى الحديث . ونظرًا لأن كلية التربية بجامعة الأزهر كمؤسسة علمية تجمع تنوعًا من التخصصات العلمية يسمح لها ببناء تلك الجماعة النموذجية، حيث تنفرد هذه الكلية بتخصصات علمية متنوعة لم تتوافر لغيرها من المؤسسات العلمية، فتضم هذه الكلية أقسامًا لتكنولوجيا التعليم والمعلومات، والخدمة الإجتماعية وتنمية المجتمع، والمناهج وطرق وفنيات التدريس، وأصول التربية وفلسفتها، والإدارة والتخطيط التربوى والدراسات المقارنة، وعلم النفس التربوى، والصحة النفسية، والتربية الإسلامية، الأمر الذى دفع بمعطيات هذا البحث إلى ضرورة بناء جماعة علمية نموذجية منتجة من خلال التخصصات السابقة كنموذج استرشادى لتحقيق طموحات المدخل التنموى الحديث فى تحقيق مطالب التنمية .