الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام علي خير الخلق أجمعين، سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين، وبعد، تنوعت طرق التعزير، ومما برز - مؤخرًا - من هذه الطرق التعزير بالأعمال التطوعية، وقد جاء هذا البحث لبيان حكم ذلك، مبيّنًا الضوابط التي تضبط كيفية التعزير بالأعمال التطوعية، وذاكرًا عوامل النجاح لذلك.
ويهدف هذا البحث بيان حكم التعزير بالأعمال التطوعية والتوصل إلى عوامل نجاح التعزير بالأعمال التطوعية، نظرا لتنوّع أحوال الناس في إصلاحهم بمختلف العقوبات، وتقارب مقاصد التعزير والتطوع، وحصول بعض المفاسد من بعض العقوبات التي ذكرها الفقهاء - في وقتهم - في وقتنا الحاضر، أقسام الأعمال التطوعية باعتبار تعدي النفع.
وقد تحدث الباحث علي بعض القضايا مثل تعريف التعزير بالأعمال التطوعية، والتعزير بغير ما ذكره الفقهاء من العقوبات، ثم حكم التعزير بالأعمال التطوعية المتعدية، وحكم التعزير بالأعمال التطوعية القاصرة.
وقد توصل الباحث لعدة نتائج منها التعزير بالأعمال التطوعية هو: تعزير القاضي للجاني - في حق الله، أو حق آدمي -، بإلزامه بعمل تطوعي.
وعدم وجود ما يمنع من تطبيق التعزير بغير ما ورد به الشرع.
كما ذهب الباحث إلي رجحان القول بمشروعية التعزير بالأعمال التطوعية المتعدية، ورجحان القول بمشروعية التعزير بالأعمال التطوعية القاصرة.