إنَّ السُّنة النَّبوية تحتوي على منهج مُتكامل للبناء الفكري والسُّلوكي والنَّفسي والأخلاقي سواء في أُسسه أو أهدافه أو مراحله أو أساليبه ووسائله، والمنهج النَّبوي كفيل بضبط وتوجيه الحياة بكل ما يعتريها من محن وابتلاءات، وإدارة بوصلتها نحو تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة ، فهو ليس فلسفة بشرية ولا نظرية وضعية تحتمل القبول أو الرَّفض ، بل هو منهج رباني يعرف حقيقة الإنسان وتكوينه ويضع العلاج الشَّامل الكفيل بتحقيق السَّعادة في الدُّنيا والأخرة ، ولقد اتخذ النَّبي صلى الله عليه وسلم منهجًا تربويًّا تَقويميًّا مثاليًّا، أصولًا وفُروعًا، واقعي التَّطبيق، يصلح لأن يُقتدى به في كل ذلك، وتَجسَّد البُعد الإنساني بشكل قويٍّ وبارز في منهج الرَّسول صلى الله عليه وسلم وهو يُقوِّم الفكر والسُّلوك بمنهجيَّة وشُموليَّة تستوعب جوانب الحياة الإنسانيَّة المختلفة، وأبان البحث عن أثر التأني والتَّبثت في جميع أُمورنا وقرارتنا حتى لا نقع في الأخطاء واللوم والنَّقد وأن النبي صلى الله عليه وسلم أبان لنا عن أمور تتطلب العجلة ففي هذه المواطن محمودة كالمسارعة والمسابقة لعمل الآخرة وأداء ما افترض الله على عباده، والتَّعجيل بأداء الحقوق لأصحابها، وقد عالج البحث مسألة العجلة وكيف السَّبيل لمعالجتها ومنها: معالجة العجلة في نشر الشائعات دون تثبت وبيان ، ومعالجة العجلة في التفكير ، والعجلة في الدُّعاء، ثم ذيلت البحث بخاتمة وفهرس بأهم المصادر والمراجع .