القراءات النقدية على تنوعها واختلافها هي أداة القارئ فيما يتغياه من الكشف عن بواطن النصوص، واستخراج أسرارها، والوقوف على مكامن الإبداع فيها، فضلًا عن محاكمتها وتقييمها. واستثمارًا لتلك المقاربة كان هذا البحث الذي سعى إلى المزج بين قراءتين مختلفتين ومتكاملتين في آن واحد في وقفته مع صورة المرأة في معلقة الأعشى، تلك الصورة التي أعادت تقديم نفسها في ضوء القراءات النقدية المختلفة، وتمردت على الأحكام النقدية التي تطال من بعض معانيها وتحط من قدرها. وقد استعان البحث في سبيل تحقيق غايته بعدد من المناهج النقدية مثل: المنهج التاريخي، والنقدي، والتحليلي، وهو تنوعٌ منهجيٌ سمح للبحث بالتنقل بين السياق الداخلي والخارجي، وتفسير الظواهر النصية والبنى اللغوية في ضوء المناسبات التي أفرزتها والغايات التي سعت إلى تحقيقها. وقد وقف البحث مع البيت الافتتاحي وقفة أدارت التحليل في فلك قصدية المبدع والوظائف الخطابية التي سعى النص إلى تحقيقها عبر إعادة تشكيل الوعي لدى المتلقي. ثم انتقل البحث إلى التوقف مع الصورة الجسدية للمرأة كاشفا عن العلاقات المطوية بين ظاهر النص الذي يتغزل بمفاتن غانية وباطنه الذي يجسد استعداد القبيلة للقتال.  ثم انتقل البحث إلى دراسة البنية الكبرى في المعلقة وأثرها في تحقيق الوحدة العضوية بواسطة فرضية المعادلات الموضوعية، تلك الفرضية التي كشفت عن وحدة المضامين في القصيدة وإن اختلفت الأشكال والمعارض.