تناول البحث موضوعًا شعريًا من الموضوعات البارزة في شعرنا القديم، وهو موضوع وصف الخمر وتصويرها وما يتصل بها، عند شاعر من شعراء الخمر المعدودين في شعرنا القديم، وهو أبو محجن الثقفي، حيث قدم فيه إبداعات شعرية رائعة ومثيرة، وكشفت عن مراحل تعامله مع الخمر، حبًا وعشقًا ومعاقرة، ثم هجرًا ونفورًا وامتناعًا عن معاقرتها، وذمًا وعكست ملامح ذلك الموضوع الشعري في الحالين بوضوح وجلاء، والملامح الفارقة بينهما في الشكل والمضمون. في بداية البحث إشارة موجزة إلى أهمية الموضوع، ودواعي اختياره وبحثه، وبعض ملامح من حياة الشاعر، وشاعريته وشعره، ومن الوضع الأدبي العام في عصر صدر الإسلام، وموقف بعض أسلافنا من الخمر، وموقف بعض الشعراء منها، وبروز وصف الخمر في شعرنا القديم، واهتمام بعض الشعراء به في شعرهم، وفي مقدمتهم أبو محجن الثقفي. وتناول البحث بعد ذلك شعر الخمر عند أبي محجن الثقفي في المرحلتين، وتحليلها تحليلًا بلاغيًا نقديًا، يكشف عما تنطوي عليه من مضامين وفنيات رائعة، ومن قيم ونكات وأسرار بلاغية دقيقة، ومفردات وتراكيب وصور بديعة محكمة ووسائل موسيقية مثيرة ومؤثرة، وخصائص بلاغية دقيقة في الألفاظ، وفي التراكيب، وفي الصور، وبيان ما في سياق ذلك كله من جماليات ومحاسن وروائع في الشكل والمضمون، تعكس روعة شعر الخمر عند أبي محجن، وتؤكد صحة وصوابية تقدير النقاد والبلاغيين له ولشعره. والله الموفق.