شكلت غواية القراءة، وإعادة إنتاج العمل الأدبي هاجسًا يشغل بال المبدعين، ولعل إعادة قراءة أعمالهم يفضي بهم إلى دائرة التغيير الذي يتراوح بين النسبي والكلي مقارنةً ببنية أعمالهم الأصلية. وقد تصدى كتابٌ كثرٌ لفكرة تحويل أعمالهم الروائية إلى نصوص درامية والعكس. ومن ثم، فيتعين عليهم حينئذٍ أن يعيدوا إنتاج تلك الأعمال، والتدخل بالحذف أو الزيادة عليها، وربما خرجت في ثوبٍ قشيبٍ مغايرٍ للقالب الذي أُبدعت من خلاله. وستتعرض تلك القراءة لدرس أبعاد التحولات الفنية على العمل الأدبي، والوقوف على فاعلية القراءة في إثراء بنية تلك النصوص الفنية من خلال جملة من الروايات العربية التي أعيد إنتاجها بغرض تحويلها إلى أعمالٍ درامية. وسوف تعنى القراءة بدرس رواية (اللعب فوق جبال النوبة) للروائي المصري النوبي (إدريس علي)،  فقد تحولت روايته إلى فيلمٍ قصيرٍ حصد جملةً من الجوائز، وسَتُعْنى الدراسة بفحص تلك التحولات في عناصر: الشخصيات، والزمان، والأحداث بين الرواية والفيلم بوصفه إبرازةً لها، والوقوف على مدى التحول في بنيتها.