تُعدُّ هذه الدراسة دراسة سياقية لمادة العزة في القرآن الكريم وذلك في مواضعها المختلفة وتراكيبها المتباينة، مع دلالة تلك التراكيب تبعا لطبيعة السياقات في توجيه معنى العزة، فضلا عمَّا يرتبط بها من سوابق ولواحق تصنع مصاحبة لغوية وفق طبيعة المقام. كما تحاول أن تضييف قيمة الذوق اللغويّ في إدراك الترقي والترتيب مع تلك الألفاظ المتلازمة عن طريق الجانب التطبيقيّ، ومناسبة كل تركيب تلازميّ مع سياقه ونسقه، كما تثبت أن المصاحبة اللغوية ليست ثابتة مُقولبة، بل تتغير وفق طبيعة المقام والحال والسياق، وأن الفاصلة ليست خاتمة فقط، بل قد تتعلق بالسياق العام بَلْهَ البداية والنهاية. كما أن العزة ارتبطت بالله وبخلقه وكتابه ونصره ورسوله محمد فضلا عن زعم بعض الناس امتلاكها، كما كانت لقبا في بعض الأحيان، وسببا وحافزا ومحركا في أحيان أخرى. ويؤكد البحث أن المقام أصل في الآية والفاصلة، وأن المعاني التي لا تكاد تفترق قد تختلف وفق السياق، وأن دلالة العزة أخذت من مقارنة الآيات. والسياقات في تلك الدراسة تضع معاني أكثر وأعمق، كما أن سياق العزة مع الحكمة كان الأكثر، والعزة مع القدرة كان أقل، كما أزالت تلك الدراسة بعض الإشكالات حول التنزيل والعلم مع لواحقه.