جاء هذا البحث بعنوان "القصدية في الفكر الصهيوني الديني فتاوى الحاخامات نموذجًا" وقد تناولت الباحثة فيه معيار القصدية الذي يُعد أحد المعايير الخاصة بدراسة وتحليل النصوص، وهو يعني قصد كاتب النص من كل كلمة يقوم بكتابتها، وتأتي هذه المقاصد من خلال دراسته وفكره وثقافته ونشأته التي جُبل عليها.
كما تناول البحث تعريف الفكر الصهيوني الديني، ومصادره المختلفة المتمثلة في العهد القديم التلمود، وما يحملان من فتاوى تخص غير اليهود تحديدًا ومدى تأثر رجال الدين اليهودي بها، والعمل على التوسع والتعمق في دراستها بما يخدم التواجد الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة.
وقد عرضت في البحث كتاب شريعة الملك؛ حيث يُعد إعادة إحياء للكثير من الفتاوى خاصة التي تتعلق بغير اليهود وتوضيح مصادر تلك الفتاوى سواء العهد القديم او التلمود أو الكتب الدينبة الأخرى لبعض الحاخامات اليهود مثل موسى بن ميمون ويوسف كارو وغيرهما قديمًا وحديثًا. والجدير بالذكر أن مؤلفا الكتاب قاما بوضع الفتوى من مصدرها وشرحها من خلال مصادر أخرى، وقد اسهبا في شرحهما.
وقد ربطت الباحثة بين تلك الفتاوى وما يحدث على أرض الواقع في فلسطين الآن، ليس فقط بل وعرضت أن هناك جماعة صهيونية دينية قد تأثرت بذلك الكتاب تسمى " دفع الثمن" وقد قامت بالكثير من الانتهاكات النفسية والمادية للفلسطينيين ووضع شعارها بجوار مكان الحادثة، وشعارها عبارة عن نجمة داوود ملحقة ببعض العبارات الخاصة بهم، وقد اتخذت هذه الجماعة لنفسها فلسفة، وهي أنه لا يوجد مجانية في الحياة ، وأن هذه ليست فلسفة فقط، بل هي حكمة قديمة في اليهودية توارثها الخلف عن السلف؛ ففي وجهة نظرهم أن اليهودي لم يولد ليعيش في الحياة سُدًى.