تهدف هذه الدراسة إلى قراءة خطاب "عاموس عوز" الأدبي الصهيوني اليساري وتحليله، والبحث عن أزمته في ظل جدليات النص والأيديولوجيا، واتخذت سردية "قصة عن الحب والظلام" نموذجا، بوصفها خطابا صهيونيا يتصف بالاستعمارية، تُجسِّد في مجملها عملا روائيا ثقافيا وأيديولوجيا يمثل رؤية استعمارية غامضة وضبابية، ترتبط بسياقات استعمارية وما بعدها محملة بمحمولات ثقافية وتاريخية ودينية، في مساع جديدة لمضامين استعمارية معلنة ومضمرة أحيانا أخرى. تكمن الإشكالية البحثية في قراءة هذا الخطاب لما يتصل بالحالة الإسرائيلية والفلسطينية في ظل الصراع القائم حول الهوية والمكان والتاريخ والتراث، من خلال دراسة نصوص تحمل أنظمة ثقافية تاريخية في ظل منظومة المؤسسة السياسية، للكشف عن المحمولات النصية اللغوية، والبحث عن العلاقة المشتركة بين النص والمجتمع وصناعة الأحداث وبناءالشخصيات والتاريخ وإدارة الصراع والهيمنة الحضارية في ظل مرحلة الاستعمار وما بعده، وهنا نقصد بالاستعمار في الخطاب الأدبي الصهيونياليساري الذي يتجاوز الاستعمار العسكري إلى الغزو الثقافي والاستعلاء التاريخي والسلطة الحضارية.
وتثير الدراسة تساؤلات منها: كيف يقدم الخطاب الأدبي الصهيوني اليساري الاستعماري خطابا مُقنّعا حضاريا وثقافيا للقارئ وللعالم في ظل تأثير السرديات الروائية الصغرى والكبرى، والأحداث التاريخية في بناء أيديولوجية الدولة الإسرائيلية وتسويقها. وللإجابة عن سؤال البحث الرئيس استعانت الدراسة بالنظرية الاستعمارية وما بعدها والنقد الثقافي. انقسمت الدراسة إلى فصلين، تناول الفصل الأول: منطلقات قراءة نص" عوز" في ظل نظريات الاستعمار . والثاني تمركز حول: الخطاب وجدلية النص والأيديولوجيا. كان من نتائج الدراسة بعد تحليل الأحداث والشخصيات والسرديات الكشف عن مخاطر (الإزاحة والإحلال) التي تتمثل في إزاحة رواياتالآخر الفلسطيني العربي ووجوده صاحب الأرض والمكان والتاريخ، وإزاحة الروايات المتعارضة، وتهميشها وإضعاف مركزيتها، وإحلال المرويّات الثقافية والتاريخية للذات اليهودية الصهيونية لتحتل (المركز أمام المهمش) و(الحضاري أمام المتخلف).

بحث مدعوم من عمادة البحث العلمي جامعة بيت لحم