الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، اللهم افتح لنا حكمتك، وانشر علينا بركتك، وألبسنا لباس عزك وعفوك وعافيتك يا رب العالمين، وبعد:
لقد كفلت الشريعة الإسلامية حقوقاً للحيوان وتفوقت على كل ما قررته الأنظمة الحديثة، حيث وفرت للحيوان رعاية تفوق كثيراً ما تقوم به المنظمات في العالم، فالنصوص الشرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية غنية جداً باهتمامها بالحيوان وما يتعلق به، لذلك نجد فلسفة الإسلام للحيوان بانه كائن حي خلقه الله تعالى وأعطى له قيمه وتعاليم راسخة في التعامل معه، فلا تجوز إساءة استخدام أي شيء من مخلوقات الله. فالرحمة بالحيوان من أروع ما جاء به الإسلام، وهي تفوق كثيرا من مظاهر الرأفة والرفق بالحيوان.
ومن مظاهر هذه الرحمة أن الإسلام نهى عن الإساءة للحيوان والقسوة عليه وتعذيبه بأي شكل من الأشكال، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرأة التي دخلت النار في هرة بسبب حبسها واضح ومشهور. فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قوله صلوات الله وسلامه عليه: عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. فهذه دراسة فقهية قانونية لحقوق الحيوان.