تأثرت العلاقات السياسية بين المملكة العربية السعودية والعراق في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز (١٣٨٤- ١٣٩٥هـ/ ١٩٦٤- ١٩٧٥م) بمشاكل الحدود المشتركة بينهما من جهة، وبين دولتيهما ودولة الكويت من جهة أخرى، خصوصًا وأن الدول الثلاث تقع ضمن امتداد جغرافي وإقليمي واحد، وكانت مشكلات الحدود بين تلك الدول تخضع لعدة مؤثرات، من أبرزها العلاقات الثنائية الخاصة بين المملكة العربية السعودية والكويت، ورغبة العراق في توسيع منفذها على الخليج العربي عبر احتلال الكويت، وقد سعت المملكة العربية السعودية طوال فترة البحث إلى حل المشكلات الحدودية القائمة بين العراق والكويت، ورفضت المطامع العراقية في الكويت جملة وتفصيلًا، وكان لموقفها ذلك أثرًا كبيرًا في تحجيم الخطر العراقي تجاه الكويت، وكان من نتائج تلك السياسة السعودية أن شن الجانب العراقي بعض الهجمات على الحدود السعودية، لكنه تراجع سريعًا عند وصول القوات السعودية إلى الحدود.
وعلى إثر الحرب العربية الإسرائيلية في (١٣٩٣هـ/١٩٧٣م) توقفت المباحثات بين المملكة العربية السعودية والعراق حول مشكلات الحدود بينهما وبين العراق والكويت، ثم بدت الظروف ملائمة في عام (١٣٩٥هـ/ ١٩٧٥م) لاستئناف المباحثات، فالتقى نائب الرئيس العراقي صدام حسين بالوزير الداخلية السعودي فهد بن عبدالعزيز، واتفقا على السعي إلى تسوية المشكلات الحدودية في أقرب فرصة ممكنة، ثم اتفق الجانبين العراقي والسعودي على تقسيم المنطقة المحايدة بينهما بشكل مستقيم يفصلها من المنتصف، وتمت المصادقة على تلك الاتفاقية من قبل الزعيمين السعودي والعراقي بعد ست سنوات، وتحديدًا في (١٤٠٢هـ/ ١٩٨١م)، أما مشكلات الحدود العراقية الكويتية فقد بقيت قائمة رغم الجهود السعودية لتسويتها وإنهائها.