تهدف الدراسة إلى الكشف عن أثر اختلاف المعايير التخطيطية للتوزيع المكاني للخدمات التعليمية اعتمادًا على معياري المسافة والسكان المعتمدة من وزارة الشؤون البلدية والقروية، وبيانات الطاقة الاستيعابية للمباني المدرسية وذلك باعتماد منهجية تحليلية مكانية رقمية من خلال نظم المعلومات الجغرافية وتقنياتها الحديثة وقد تم تطوير أداة تحليلية لإختبار المعايير السابقة، اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي ومنهج دراسة الحالة وتناولت الدراسة الخدمات التعليمية المتمثلة في مدارس البنات بالمرحلة المتوسطة ضمن التعليم العام على مستوى بلدية الصفا الفرعية في مدينة جدة، والبالغ عددها 10 مدراس، مرت الدراسة بمجموعة من المراحل بدءا ًمن جمع البيانات وتهيئتها ثم بناء قاعدة البيانات الجغرافية للخدمات التعليمية ثم إجراء الحسابات اللازمة على البيانات السكانية وإدخال البيانات وأخيرًا بناء الأداة التحليلية داخل برنامج ArcPro، توصلت الدراسة إلى تفاوت في التغطية السكانية داخل نطاقات الخدمة، حيث حققت الطاقة الاستيعابية تغطية للسكان بلغت 48% من إجمالي السكان في منطقة الدراسة بمتوسط 602 م، وهي متوافقة مع المعيار التخطيطي لعدد السكان المستهدفين بالخدمة، وبذلك فإن نطاقات الخدمة وفقًا للطاقة الاستيعابية كانت أشمل من حيث التغطية السكانية من نطاقات الخدمة وفقًا لمعيار المسافة الذي حقق تغطية سكانية مرتفعة مقارنة بمعيار السكان، ومعيار السكان الذي يحقق تغطية سكانية منخفضة مقارنةً بالواقع الحالي، أوصت الدراسة بضرورة إعادة النظر في المعايير التخطيطية للخدمات التعليمية وإعادة صياغتها لتصبح أكثر مواءمة للوضع المحلي الخاص بكل مدينة.