تكمن أهمية موضوع البحث في احتواء مخلفات المحاصيل الزراعية والحيوانية على مكونات عضوية ومعدنية  يمكن استخدامها في إنتاج الأسمدة العضوية، حيث تعمل على رفع إنتاجية الأراضي الزراعية والإقلال من التلوث البيئي الناتج عن الإسراف في استخدام الأسمدة الكيماوية، إذ بلغت معدلات التسميد لوحدت المساحة في مصر من 8: 10 مثيلها في أمريكا مما يدل على الإفراط الشديد في استخدام الأسمدة الكيماوية في مصر و قد يعزي ذلك جزئيا إلى أتباع التكثيف الزراعي، الناتج عن الزيادة السكانية في مصر مع ضيق مساحة الأراضي الزراعية، أتباع التكثيف الزراعي، مما يتطلب التوسع في استخدام الأسمدة الكيماوية التى تسببت في تلوث التربة والمنتجات الزراعية نتيجة لاستخدامها الخاطئ، كما ينتج عنه تسرب نسبة كبيرة من الأسمدة ولاسيما الأسمدة النيتروجينية إلى المياه الجوفية مما يهدد من يستخدمها بأضرار، كذلك يتسبب الإفراط في استخدام الأسمدة النيتروجينية إلى تركيز النترايت بالمحاصيل الزراعية إلى حد الإضرار بصحة الإنسان، علاوة على أنه يمثل خسارة اقتصادية لا مبرر لها، ويزداد الطلب على الأسمدة العضوية في الزراعة الحديثة ولاسيما في مشاريع الاستصلاح الزراعي الحديثة بالمناطق صحراوية والتي تفتقر تربتها للمواد العضوية، كما  يتطلب الأمر مع نقص الأسمدة الكيماوية من جهة، وارتفاع أسعارها من جهة أخرى التوسع في استخدام الأسمدة العضوية المصنعة بدلا من الأسمدة الكيماوية، و كذلك بدلا من الأسمدة العضوية البلدية نظرا لعدم توفر فترات خلو الأراضي الزراعية من المحاصيل الزراعية، والتي تتطلبها عمليات تحلل المخلفات الزراعية المضافة، ولذلك تكتسب دراسة الأسمدة العضوية المصنعة باعتبارها أحد الموارد الزراعية غير التقليدية في مصر من المنظور الجغرافي أهمية كبيرة.
ويركز هذا البحث على كيفية تنمية الموارد الزراعية المتاحة في مصر، بهدف التقليل من استخدام الأسمدة الكيماوية ولاسيما أن مصر تعانى من نقص المعروض من الأسمدة الكيماوية، ومن هنا فإن تدوير مخلفات  الزراعية وإعادة استخدامها  كسماد عضوي صناعي يساهم في التخفيف من حدة هذه المشكلة.
واعتمد البحث على بيانات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، جهاز شئون البيئة، وحدة المعلومات بالهيئة العامة للتنمية الصناعية، الإدارة المركزية للتصدير بوزارة التجارة والصناعة، مركز بحوث الإنتاج الحيواني التابع لمركز البحوث الزراعية، المعمل المركزي للزراعة العضوية التابع لمركز البحوث الزراعية، الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مركز البحوث الزراعية، معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية (F.A.O)، والزيارات الميدانية لاستكمال البيانات.
ويهدف البحث إلى دراسة أنواع مخلفات المحاصيل الزراعية والحيوانية، وحجم المتاح منها، كما يهدف البحث إلى إبراز أهمية إعادة استخدامها في إنتاج السماد العضوي الصناعى باعتبارها من الموارد الزراعية المهمة في مصر، وما يمكن أن تساهم به في سد الفجوة  بين العرض والطلب في مصر من الأسمدة الكيماوية، كما اهتم البحث بدراسة التوزيع الجغرافي للمخلفات الزراعية في مصر، وأنواعها، وإلقاء الضوء على استخداماتها الحالية، والتعرف على التوزيع الجغرافي لإعداد وإنتاج مصانع السماد العضوي الصناعي، وإبراز الأهمية الاقتصادية والبيئية المترتبة على التوسع في استخدام مخلفات المحاصيل الزراعية والحيوانية في إنتاج الأسمدة العضوية المصنعة في مصر.