كان لثورة الإنفوميديا تأثيرها البالغ على نواحي الحياة على كوكب الأرض، وتعددت هذه المظاهر بداية من اكتشاف أجهزة الكمبيوتر العملاقة ثم الشخصية وظهور شبكة الإنترنت واكتشاف الهواتف الذكية وأنظمة التشغيل الحديثة، ولقد تأثرت مهنة الصحافة بهذه الثورة، ويعتبر ظهور الصحافة الإلكترونية أحد مظاهرها، وتطورت وسائل الاتصال في السنوات الأخيرة تطوراً هائلاً بفضل التقدم العلمي والثورة التكنولوجية التي شهدها القرن العشرون. فأصبحت وسائل الإعلام تمارس دوراً جوهرياً في إثارة الجمهور أمام القضايا والمشكلات المطروحة، حيث تعد وسائل الإعلام مصدراً رئيساً يلجأ إليه الجمهور في استقاء معلوماته عن أموره السياسية، والثقافية، والاجتماعية كافة، بسبب فاعليته الاجتماعية وانتشاره الواسع، ومع التطور في المجتمعات كان لابد من أن ينشأ مفهوم جديد يساير التقدم الذي حدث في المجال الإعلامي، وكان لظهور المدونات ثم وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي أثر بالغ على تطور الصحافة الإلكترونية وكذلك ثقافة الفرد، فقد أصبح الدخول اليومي للإنترنت للاطلاع على المستجدات والتفاعل معها، من العادات لشخصية للأفراد. يتناول البحث أثر الإنفوميديا على الصحافة الإلكترونية وتطورها منذ نشأتها وحتى الآن، وأنواع الصحف الإلكترونية، وخصائص وسمات الصحافة الإلكترونية، كما يتطرق إلى نشأة ومراحل تطور الصحافة الإلكترونية عالمياً، ونشأتها في الوطن العربي عامة والعراق بشكل خاص، ويعطي رؤية مستقبلية لما يمكن أن تكون عليه الصحافة نتيجة التطور السريع في وسائل الاتصال وما يستجد عليها من تقنيات كالاتصال عبر الألياف الضوئية فائقة السرعة، والأقمار الصناعية الاتصالية الحديثة، وكذلك ما استجد من برمجيات ونظم تشغيل مثل تقنية الذكاء الاصطناعي وتأثيره على جمع و تحرير الأخبار، والتفاعل مع الجمهور، وتقنية البلوك تشين وأثرها المتوقع على الصحافة الرقمية، كذلك يستعرض أثر ثورة الإنفوميديا والعمل الصحفي وما استجد من عتاد إلكتروني كالهواتف الخلوية الذكية الحديثة، وشرائح ورقاقات المعالجة الرقمية التي تتطور كل يوم، كما يتعرض البحث لإيجابيات وسلبيات ثورة وسائط المعلومات والصحافة الرقمية، وتأثير الإعلام الرقمي على الجمهور، واستفادة الإعلام الرقمي من أحد تداعيات وباء كورونا وهو لجوء البشر إلى عدم الخروج من منازلهم أثناء تفشي المرض واستقاء معلوماتهم من الصحافة والمواقع الإعلامية الإلكترونية.