تطورت العلوم الإنسانية أو العلوم الأخلاقية في أوربا منذ القرن التاسع عشر، وتم تقسيمها على أساس محددات أوجه التشابه والاختلاف، وانقسمت إلى تخصصات تبدو موزعة على شكل دوائر يختص كل واحد بعلم بشري معين، فالعلم يشير إلى هيئة منظمة للمعرفة.
أما المنهجية فهي طريقة لتوجيه الفكر بمختلف الحقول المعرفية لتحقيق الهدف المعرفي، فالمنهجية مهمة إبستمولوجية وليست عملية علمية، وبإمكان العلماء الانسجام فيما بينهم دون رأي الإبستمولوجي، حيث أن تركيز العلوم الإنسانية على القضايا المنهجية يدخل ضمن المعطى الإبستمولوجي في حدود معينة.
لقد سعى البعض إلى النأي بمصطلح العلوم الإنسانية ليستخدم العلوم الاجتماعية ليميز بذلك مجالي الاقتصاد والاجتماع. من هنا تبدو العلوم المساندة بفعل التراكم المعرفي ترتبط فيما بينها، وهي لم تتطور تاريخيا وهذا سبب التداخل بينها.
لقد أسهم المسلمون في تصنيف العلوم وذلك بمرحلتين:الأولى ذاتية التي امتدت إلى فترة ابن خلدون، والثانية موضوعية أسس لها ابن خلدون التي بموجبها تم تحديد العلوم وأنواعها.. وبذلك يمكن القول: إن هذا التصنيف هو عماد العلوم بأوربا.لقد وثق البحث ذلك بالأدلة حتى بات علم تصنيف العلوم علما أصيلا عند المسلمين. وتناول البحث بدايات هذا العلم منذ عهد الوراقين. ويعد كتاب الفهرست لابن النديم المادة الخصبة لحصر فروع التأليف، جاء بعده طاس زادة والغزالي والنيسابوري والفارابي والجاحظ وجابر بن حيان والخوارزمي والكندي والبلخي وابن فرغون والرازي، فضلا عن إخوان الصفا، كما أسهم الغرب الإسلامي بأربعة نماذج هي: ابن حزم، وابن تومرت وابن خلدون، وبذلك كله يعد عمل علماء المسلمين إضافة نوعية في مجال المعرفة الإنسانية والاهتمام بالعلوم الإنسانية.