تناول البحث بلاغة النبيِّ في وصفِ أهلِ آخر الزمانِ وتلك الأوصاف كانت علامة راشدة عن استنطاقه (صلَّى الله عليه وسلَّم) بمواقف غيبية وصفات لم تتحقق بعد، من العلماء من استدل على نبوته ببعضها، وكان الكتاب موضوع الدراسة والذي اخترنا منه تلك الأحاديث هو صحيح البخاري، وقد قسمت البحث إلى ثلاثة مباح تناولت في المبحث الأول: البلاغة النبوية في أحاديث أوصاف أهل القيامة وعرصاتها. والمبحث الثاني: البلاغة النبوية في أهل آخر الزمان من أحاديث الخوارج. والمبحث الثالث: البلاغة النبوية في أحاديث أوصاف أهل الفتن. واستخدمت في ذلك المنهج الوصفي التحليلي فهو المعني بتلك البحوث النظرية، وتمخض البحث بعدة نتائج تلخصت في:دارت الأحاديث التي تناولت أحوال أهل القيامة حول استحضار مشاهد بعينها، كعذاب الكافرين، والأفعال الموطِّئة لاستحقاقهم العذاب في الآخرة، في مقابل ثواب المؤمنين، وتمايزهم على الأمم يوم القيامة، وإخبار النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) يوم القيامة بما وقع بعده من تبديل لما ترك عليه الأمة من أهل المعصية، كما تناولت الأحاديث في الخوارج التأكيد على مروق هذه الفئة من الدين، وخلعها ربقته من الأعناق، بحيث حذَّر النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) منها، ووجَّه لقتالها، ودارت الأحاديث التي تناولت أحوال أهل آخر الزمان حول الفتن التي ستنتشر في ذلك الزمن، واضطراب الموازين مما اعتاده الناس، مع توجيه النصيحة إلى الأمة، وكل من أدرك تلك الفترات التي تخلو من الاستقرار، ولوحظ اعتماد المتكلم على أساليب التوكيد بأنواعها؛ مثل: إنَّ، والتقديم التأخير، والتوكيد باللام ونون التوكيد الثقيلة، وهو ما يعكس حرصه على مصلحة الأمة، وتبليغه الرسالة لها، كذلك كرَّر النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) استعمال الفعل المضارع (يأتي) لاستحضار المُخبَر به مستقبلًا، مما يتسق مع مستقبليته.