يعتبر فهم الازمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي يمر بها المجتمع، هي المفتاح لفهم التحولات المؤثرة في سمات الشخصية المصرية، ومن هنا تسعى الدراسة الحالية إلى الكشف عن ملامح  الثبات والتغير في الشخصية المصرية، ممثلة في الاوبئة التي مر بها المجتمع المصري عبر التاريخ؛ مع تسليط الضوء علي جائحة كورونا (كوفيد 19)؛التي فرضت علينا  واقع مجتمع المخاطر العالمي؛ حيث تركت بصمتها علي كافة دول العالم؛ حتي اصبح يتعذر علينا أن نتوقع (عالم ما بعد الكورنا)؛ ولا نعرف بعد الي متي سيبقي تهديده؛ وكيف يمكن مواجهة تاثيره علي المجتمعات بصفة عامة؛ وعلي ما سوف يلحق بالشخصية المصرية بصفة خاصة؛ التي تتأثر بأزمات المجتمع بشكل واضح وسريع عبر التاريخ؛ وتتأرجح بين الثابت والمتغير. واتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي من خلال وصف وضع قائم فعليًا في المجتمع المصري، وتحليل صفحات من مواقع التواصل الاجتماعي والوقوف علي الصور التي ظهرت فيها سمات مختلفة من الشخصية المصرية، وقد استخدمت الدراسة أداة تحليل المضمون باعتبارها تُحِد من غموض المادة وتحيز الباحث بنسبة كبيرة، وتسعى إلى استخلاص النتائج. و قد خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج من أهمها أن استخدام المصريين للسخرية والفكاهة في فترات الازمات  ليست ظاهرة جديدة في المجتمع المصري، حيث بدأت  الظهور منذ عصر الفراعنة؛ وقد تبين لنا  أن روح الفكاهة والسخرية فى كيانات المصريين التى تتجلَّى عند الشِدَّة، تهوِّن عليهم الازمات والمحن والمرض والموت احياناً، من خلال  عنصرين مهمين لتلك الروح المصرية الحلوة، قوامهما تجديد المعرفة وإعمال العقل.