تتناول هذه الدراسة التجاوز على صلاحيات الإمام وأثرها على سلطة الإمامة ونفوذها منذ قيام الإمامة الإباضية الأولى وحتى نهاية الإمامة الثانية(132-280هـ/579-893م). ونقصد بالتجاوز في إطار هذه الدراسة تلك الممارسات الفردية والجماعية التي اتخذها من هم في مختلف أنساق السلطة بهدف تخطَّي سلطة الأئمة والاعتراض على سياستهم مع الأخذ في الاعتبار العوامل التي تقف وراء تجاوزهم سلطة الإمامة خصوصًا وأن تلك التجاوزات لم ترتبط فقط بفترة الاضطرابات السياسية بل وجدت حتى على أيام قوة الإمامة وعزتها.
وتتكون الدراسة من ثلاثة مباحث رئيسة، يُركز المبحث الأول على تباين سلطة الإمام الإباضي بين القوة والضعف وعلاقة ذلك بالتجاوز عليه، في حين يعالج المبحث الثاني التجاوز على صلاحيات الإمام خلال الإمامة الإباضية الأولى(132-134هـ)، أما المبحث الأخير فيُسلط الضوء على نماذج من تجاوزات سلطة الإمام خلال الإمامة الإباضية الثانية (177-280ه).