لم يمض وقت طويل منذ ان تنبأ كاتبا بالمستقبل. سيخترع عالما قطعة فنية لنتكون كائنا ميتًا. سوف يتحدث ، يستمع، يتفاعل، ويكون له عقل خاص به. سيكون مخلوقًا مشوهًا يتجاوز طموحات خالقه عابرا جميع الخطوط الحمراء. بينما أعلن رولاند بارث منذ زمن طويل "وفاة المؤلف"، فإن العصر الرقمي يؤيد هذه النظريه. إن الدمج بين التكنولوجيا - أداة براغماتية باردة - والأدب - فن حيوي حي- ينتج ذرية مؤثرة بشكل جميل ومشوهة بشكل مخيف. تقترح هذه الورقة أن هذا النسل يمكن أن يسمى "أدب فرانكشتاين" في اشارة الى النتائج التي لا يمكن السيطرة عليها من دمج السمات البشرية مع الابتكار التكنولوجي والعلمي دون الأخذ في الاعتبار الأبعاد الثقافية والاجتماعية. من الواضح أن مصطلح "أدبفرانكشتاين " يستعير تسميته من رواية ماري شيلي بذات الاسم. ومع ذلك، فإن اختيار الاسم لا يشير فقط إلى النهاية الرهيبة للرواية التي أهلك فيها المصنعصانعه. الأهم من ذلك أنها تشير إلى قيمة أكثر عمقًا: تداعيات الاغتراب والعزلة الاجتماعية في سياق عالم جديد من البشر التكنولوجيين أو التكنولوجيا البشرية على المبتكر والمبدع و شخصياته. بينما يشير مصطلح "الإنترنت" إلى شبكة الكمبيوتر العالمية، ويشير "إنترنت الأشياء" (IoT) إلى الترابط بين أجهزة الحوسبة المضمنة في الاجهزة اليومية ، فإن "Internet of Minds او انترنت العقول (IoM)" هو مصطلح تقترحه هذه الورقة في اشارة إلى التواصل بين العقول عبر الإنترنت.
و انه لمن المدهش,و عكس ما كان متوقعًا من تقنية تم اختراعها في الأساس لتواصل الأشخاص، فإن النتيجة هي عكس ذلك تمامًا. فبجانب التلاعب بالرسائل المرسلة، فانه كثف من عزل مستخدمي الإنترنت. و لذلك تعد سمات الاغتراب والعزلة الاجتماعية الموضوع الرئيسي والأكثر تكرارًا في العالم الرقمي. هذه السمة، "الاغتراب"، التي درسها الفلاسفة والمنظرون والعلماء الأدبيون والمفكرون عبر سنوات عديدة من النقد الأدبي، تعد حاليًا ذات طبيعة خاصة وأبعاد متنوعة داخل عالم الإنترنت. هذه الورقة تعطي ايضا مصطلحًا للإنتاج اللانهائي والذي يتضمن جميع المحتوى المنقول، والمُنشأ، والمنشور عبر الإنترنت و بدون انترنت باستخدام التكنولوجيا الرقمية سواء بشكل منفرد أو مدمج مع أشكال فنية أخرى سواء أكانت سمعية أم بصرية. علاوة على ذلك ، تقدم هذه الورقة دراسة لسمة شائعة في الكثير من هذا المحتوى وهو نوع خاص من "الاغتراب" المتعلق بالتجربة السيبرانية التي يمكن أن يطلق عليها Cyber Alienation او الاغتراب الالكتروني. وبالتالي، سيتم تقسيم هذه الورقة إلى ثلاثة أجزاء. أولاً، ستكون هناك نظرة سريعة على المراحل الأخيرة من تطور الأدب في العصر الرقمي. بعد ذلك، سيكون هناك عرض للمصطلحين اللذين تقترحهما هذه الورقة للظاهرة الناتجة عن اللقاء بين الأدب والإعلام الجديد، وهما إنترنت العقول (IoT) و ادب فرانكشتاين. ثالثًا، سيكون هناك تحليل لثلاثة أعمال رقميةو هي 10:01 للانس أولسن وتيم غوثري ، وشات لمحمد سناجيلة ، ومسارات التحليق: رواية شبكية لكيت بولينجر وكريس جوزيف والمشاركين لتقديم سمات ما تقترحه هذه الورقة على أنها اغتراب الكتروني.