تتناول هذه الدراسة التقنيات الأدائية التي ابتكرها أوغستو بوال في مسرح المقهورين، ونظَّرَ لها في كتابه "مسرح المقهورين"(2000)، وذلك من منظور ما وراء الحداثة؛ إذ رأى بوال أن المسرح التقليدي لا يعبر عن طموحات المقهورين وتطلعاتهم بطريقة ملائمة، وذلك بسبب هيمنة الأنظمة الاستبدادية التي تروج لتوجهاتها الأيديولوجية السلطوية والأحادية، والتي ترسخ فكرة تعميق الفوارق الطبقية والعرقية والاجتماعية، وذلك من خلال فصل المسرح عن الجمهور.
وقد أوضح بوال في كتابه "مسرح المقهورين" التقنيات والمنهجية التي استطاع من خلالها رفع مستوى الوعي السياسي عند الجمهور لمجابهة تلك الأيديولوجية السلطوية، وتعزيز البعد الثوري للمسرح بما يحقق طموحات المقهورين وتطلعاتهم في استعادة دورهم الحقيقي والفاعل في المجتمع كونهم بشرًا وليسوا مجرد متلقيين لتوجهات محددة سلفًا. 
ويمثل مصطلح "فيما وراء" في سياق نظرية ما وراء الحداثة التوصيف الأنسب للحالة الثورية التي نظَّرَ إليها بوال في "مسرح المقهورين"، ويتجلى هذا المصطلح في الخروج من عباءة المسرح التقليدي، وذلك فيما يتعلق بالنص الذي اعتمد على الارتجال في مجمله، والعلاقة بين الممثل والمتفرج التي تجسدت في الحوار التفاعلي الذي أدى إلى إفراز ما يسمى بالمتفرج الممثل، والتحرر المكاني حيث يمكن عرض المسرحية في أي مكان بعيدًا عن خشبة المسرح