تسعى هذه الورقة لاستكشاف مفهوم الترجمة الإبداعية من خلال استخدام إطار الدائرة التأويلية، وهي بنية نظرية تسهل فهم المعنى من خلال حركة دائرية بين النص نفسه ومعناه الشامل ككل، مشمولة عناصره المكونة. ضمن هذا الإطار التحليلي، ينبثق الرأي الذي يُشير إلى أن الدائرة التأويلية يمكن أن توفر مبررًا قويًا لعملية الترجمة الإبداعية. تبدأ هذه الدراسة بتقديم مفاهيم الترجمة الإبداعية والدائرة التأويلية، مستكشفة بذلك المبادئ الأساسية للأخيرة لتوضيح دورها في عملية التفسير. بينما تشمل كل من الترجمة والترجمة الإبداعية تفسيرًا لبناء المعنى، تتضمن الترجمة الإبداعية على وجه الخصوص مسعى مستندًا للتكييف حيث يسعى إلى استكشاف نهج جديد لنقل المعنى إلى الجمهور المستهدف. تخضع الدراسة ترجمة خورخي بورخيس المعنون ب"الأطلال الدائرية" إلى العربية إلى التحليل، مما يقدم حالة مقنعة حيث تثبت الدائرة التأويلية صحة السعي الإبداعي. من خلال مشاركة في حوار متبادل مع النص المصدر، يتم تأسيس تفسير إبداعي، يضفي حيوية جديدة إلى العمل الأصلي. ترى هذه الدراسة أن للترجمة الإبداعية قيمة فنية هامة وتعتبر شكلاً شرعياً للتعبير الإبداعي. ويُجادل في أن الدائرة التأويلية، مع مبادئها الفلسفية، توفر تبريرًا قويًا لهذا الادعاء، مما يعزز أهمية الترجمة الإبداعية كوسيلة لجذب الجماهير وتوسيع حدود التمثيل الفني.