تبحث هذه الدِّراسة في مدى تأثير الرأي الشخصي على قبيلة قريش في عدائهاللدعوة الإسلامية وذلك بتتبّع المرويات التاريخية وأخبار مصادر التراث، وقد اتّخذتْ الدراسة سيّد قريش أبا جهل عمرو بن هشام بن المغيرة المخزوميأنموذجًا لدراسة هذا الأثر من خلال الحوادث التي ذكرتها المصادر التاريخية.وجاءت هذه الدِّراسة في مُقدِّمة تناولت أهمِّية الموضوع والدِّراسات السَّابقة وخطَّة الدِّراسة وحُدودها، ثم التَّمهيد الذي تناول بالبيان التَّعريف بمفهوم الرأي الشخصي والترجمة لشخصية عمرو بن هشام المخزومي، ثم قسَّمتْ الدراسةالبحث إلى أربعة مباحث، الأوّل ناقش أثر الرأي الشخصي لعمرو بن هشام على حكومة الملأ من قريش، وأما الثّاني فكان عن أثر الرأي الشخصي لعمرو بن هشام على الجماعة والفرد داخل وخارج الدائرة القرشية بمكة، بينما عالج الثّالث تأثير الرأي الشخصي لعمرو بن هشام على التنزيل الحكيم، وأما الرّابع والأخيرفأوضح مدى تأثير الرأي الشخصي لعمرو بن هشام في الصراع بين مكة والمدينة،لتُختم الدراسة بأهمالنتائجالتيأمكنالوصولإليها،والتي منها: أن قريش في الجاهلية كانت تأخذ بآراء جُملة من سادتها الذين امتازوا بسداد الرأي ورجاحة العقل.ومنهاأن عداوة أبي جهل وصده للدعوة كان يقف وراءها التّعصب الأعمى ضد بني عبد مناف. ومنها أن أبا جهل نجح في فرض رأيه الشخصي على مستوى حكومة الملأ والفرد والجماعة على حدٍّ سواء.