يهدف هذا البحث إلى دراسة التغيرات الاجتماعية فى مركز المرأة المصرية القديمة الناتج عن التغيرات السياسية التى تعرضت لها مصر إبان عصر الإنتقال الثالث وفترة العصر المتأخر، التى تبدأ من نهايات الأسرة العشرين وحتى غزو الإسكندر المقدوني فى عام 332 قبل الميلاد، وتستمر التغيرات السياسية بشكل كبير؛ خاصة بعد موت الإسكندر وتوزيع مملكته بين قادته؛ ووقوع مصر من نصيب اليونانى بطليموس، الذى أصبح الملك بطليموس الأول فى نحو 323 ق.م، مؤسسًا لأسرة عرفت بالأسرة البطلمية، حتى سقطت بنهاية حكم الملكة كليوباترا السابعة فى موقعة أكتيوم عام 30 قبل الميلاد، لتقع مصر فريسة للحكم الرومانى.
شهدت مصر خلال تلك الفترة وفود العديد من الجاليات الأجنبية واستقرارها بها. هذا ومن المعروف أن الباحثين قد ركزوا اهتمام دراساتهم عن المرأة فى مصر خلال عصورها الفرعونية، ثم أُهمِلَت دراسة وضع المرأة فىالعصور التالية إلى حدٍ ما؛ وقد ركزوا محاور دراساتهم على المصادر المكتوبة باليونانية بشكل كبير.
وبصفة عامة فإن هناك تأثيرات اجتماعية متباينة أخذت تظهر تجلياتها على كل من المصريين والأجانب المستقرين بمصر، وقد كانت أغلبية النتائج سلبية على المجتمع المصرى المحافظ بطبعه؛ حيث قيدت حرية المرأة المصرية بشكل كبير عما كان سائداً من قبل، وتبع ذلك انتشار لعادات غريبة على الشعب المصرى، مثل البغاء، والزنا، وظهور الأبناء غير الشرعيين؛ واستمر هذا الوضع ليس فقط على مستوى العامة بل على الطبقة العليا والحكام أنفسهم؛ حتى أن الملكة كليوباترا نفسها عانت من هذا الاضطهاد ضدها بوصفها أنثى، وهو ما استغله أوكتافيوس أغسطس لإزاحتها عن عرش مصر.