شهد المجتمع العباسي فئات وطبقات لصوصية متعددة، ظهرت في فترات زمنية مختلفة، نشأت وتجمعت بسبب عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية، لكل طبقة منها اسم خاص، و لها تنظيمات وعادات اجتماعية تتفرد بها عن غيرها. حيث ظهروا في أقاليم مختلفة تدفعهم الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ذاتها للخوض في أعمال السلب والنهب والشغب ضد الخلافة العباسية، كما انضموا إلى حركات التمرد والعصبيات القبلية، ودخلوا في نزاع طويل مع أبناء وأحفاد الجند الخرسانية الذين يتلقون اهتماماً بالغاً من السلطة المركزية،الأمر الذي دفع بالخلفاء العباسيين إلى استقطابهم والتقرب إليهم ليقضوا على أسباب تذمرهم ومشكلة بطالتهم وذلك بإشراكهم في الجيش فلعبوا دوراً خطيراً في الحرب الأهلية بين الأخويين الآمين والمأمون، وفي حماية الثغور والعاصمة بغداد. والدارس لموضوع اللصوص ودورهم في الحياة السياسية في العصر العباسي الأول من (132ه-232ه) تستوقفه الكثير من الحقائق الهامة الدالة على أهمية هذه الطبقة فهم لم يكونوا  لصوصاً فقط بل كانوا يشكلون مجتمعاً خاصاً بهم له عاداته وتنظيماته وثقافته. وفي الدراسة التي بين أيدينا سيتم التركيز على دور فئات اللصوص التي ظهرت في العصر العباسي الأول  وأثرهم على الحياة السياسية في العصر العباسي الأول تحديداً.