اهتم الباحثون في مجال العلوم الاجتماعية مؤخرًا بتسليط الضوء على الحياة الاجتماعية في ظل جائحة كوفيد-19. ومع ذلك، فإن الأبحاث الاجتماعية التي تناولت فترة ما بعد الجائحة لا تزال فقيرة وفي مراحلها الأولية. وبالتالي، هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف طبيعة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء بعد رفع القيود المرتبطة بجائحة كوفيد-19 وانتهاء تجربة التباعد الاجتماعي الجسدي في المجتمع الكويتي. ولتحقيق هدف الدراسة، تم اعتماد نظرية التبادل الاجتماعي كإطار نظري لفهم وتفسير تلك العلاقات الاجتماعية، واستخدام المنهج الوصفي التحليلي من خلال تطبيقه على عينة عشوائية من الكويتيين الذكور والإناث، وبلغ حجم العينة 437 فردًا. وتم جمع البيانات باستخدام استبانة إلكترونية. وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج، من بينها أن تأثير تجربة التباعد الاجتماعي الجسدي لا يزال مؤثرًا على العلاقات الاجتماعية حتى بعد رفع القيود وتجاوز هذه المحنة. وقد أدت تلك التجربة إلى تغييرات في العلاقات الاجتماعية، مثل تعزيز العلاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلًا من العلاقات الواقعية، وزيادة التوافق وتوطيد العلاقات التبادلية بين أفراد الأسرة، وتقليل التفاعلات واللقاءات المباشرة مع أفراد الأسرة الممتدة والأصدقاء. وأظهرت النتائج أيضًا وجود فروق ذات دلالة إحصائية ( )  في استجابات أفراد عينة الدراسة حول تأثير تجربة التباعد الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية، ويرجع ذلك إلى المتغيرات المتمثلة في النوع والمستوى التعليمي والمحافظة السكنية ومستوى الدخل. شكلت نتائج هذه الدراسة توصيات لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الصحة ووزارة الإعلام، وتقدمت بمقترحات للدراسات المستقبلية.