تسعى هذه الدراسة الموسومة التماثل بين المسيحية والإسلام من وجهة نظر الغرب )النظرة الاستشراقية  الإسبانية  إنموذجا)ً إلى تحديد العلاقة  بين المسيحية والإسلام  سواء في التماثل أو الاختلاف من وجهة النظرة الغربية، ولاسيما الإسبانية، إذ عملت في تفسيرها لهذا التماثل على أسس كنسية خاطئة بما جاءت بها الديانات السماوية ومنها المسيحية  في التطابق مع الإسلام، الذي لم يكن يوماً منافساً أو متقاطعاً مع اليهودية والمسيحية، بل على العكس دعا إلى التعايش السلمي والتسامح مع الأديان، وقد خرجت هذه الدراسة في جملة من النتائج أهمها: أن محاولة البحث عن  التماثل بين المسيحية والإسلام يقضي إلى وجود فوارق كبيرة بينهما وليس تشابهاً أم تماثلاً معه، وذلك لأن المسيحية في المنظور الإسلامي قد ابتعدت عن محور الأديان الحقيقية وهي الأيمان بالله وحده بتأليهها المسيح عليه السلام، فهي حادت عن التصور القرآني للمسيحية الحقيقية المبنية على الحكمة والمعرفة بما أراده الله تعالى من التوحيد والعبادة، وذلك على أساس أن جميع الديانات تأتي من نسل النبي  إبراهيم عليه السلام، فمن سلالته دين موسى وبعده دين عيسى عليهما السلام، ومن ثمّ الإسلام الذي اتى به النبي محمد (ﷺ) وكتاب الله (القرآن الكريم) مؤكداً مع  الكتب المقدسة (التوراة والانجيل) في اختيار الله تعالى لهؤلاء الأنبياء بأن يكملون بعضهم بعض ويؤمنوا بالرسل المذكورة في هذه الكتب.