يعد موضوع البحث (السينوغرافيا بين تشكيلية الصورة ومتطلبات العرض المسرحي) واحداً من الموضوعات المهمة التي تناقش الجوانب السينوغرافية التي تؤثر في تشكيل الصورة في العرض المسرحي سيما وأن هنالك متغيرات في مدى استيعاب الجمهور لمفهوم الحوار المرئي على خشبة المسرح حينما يكون الحوار غير لفظي (العرض صامت) أو أن المتلقي لا يفهم لغة العرض المسرحي كونه لاينتمي إلى اللغة التي يقدم بها العرض المسرحي, فالعرض المسرحي لايكتمل إلا بجماليات ودلالات السينوغرافيا المتوافقة مع رؤية المخرج في إيصال مضامين ومفاهيم النص والحوار والعرض وذلك بوصفها العنصر الجمالي المؤثر في عملية توصيل معنى خطاب العرض إلى الجمهور, فالبحث يسعى أن يسلط الضوء على المخرجات المتحققة نتيجة لعملية كشف أثر السينوغرافيا بين تشكيلية الصورة ومتطلبات العرض المسرحي والتي يصاحبها بعض الإجراءات التقنية التي تسهم إلى حد ما في كشف بعض الدلالات المضمرة في العرض المسرحي, وقد جاء البحث بفصلين, في الأول منها تصدى الباحث لمشكلة البحث والحاجة إليه, وسعى الباحث في مشكلة البحث للإجابة على التساؤل الآتي:هل هنالك أبعاد سينوغرافية في تشكيلية الصورة المسرحية للعرض المسرحي؟، وهنا تبرز أهمية البحث كونه يسعى لكشف موضوع يتداخل إلى حد ما بالأساليب الإخراجية الحديثة فضلاً عن التقنيات الحديثة والتصاميم الإبداعية والتي لها اثر كبير في عمل السينوغراف وتسهم بإيصال الصورة إلى المتلقي, وعليه فأن هدف البحث سيكون محدداً بالتعرف على الأليات الإجرائية في عملية تصميم وتشكيل السينوغرافيا بين تشكيلية الصورة ومتطلبات العرض المسرحي, فيما خصص الباحث الفصل الثاني لبناء الإطار النظري للبحث, وتضمن مبحثين, الأول هو مفهوم السينوغرافيا, والثاني هو عناصر الفن التشكيلي في العرض المسرحي, فيما خصص الفصل الثالث للميدان الإجرائي حيث تم تحديد منهج البحث وعينة البحث وتحليل العينة التي تمثلت بعرض مرض الشرق ديمقراطي, عن نص "الهوراسي", تاليف هاينر ميللر, إخراج هيثم عبد الرزاق, والتي عرضت في قسم الفنون المسرحية في بغداد- العراق, عام 2009, وفي الفصل الرابع عرض الباحث النتائج التي توصل إليها وناقشها, وأختتم البحث بالتوصيات والمقترحات وقائمة بالمراجع والمصادر.