تزايد الاهتمام بمجال (Social Media) ودوره في قضايا ذات الشأن العام، على اعتبار أن الفعل الاجتماعيّ هو رهين الوظائف التواصلية التي تتيحها شبكات التواصل الاجتماعيّ حالياً، بحيث ساهمت شبكة الانترنيت مثلاً في بناء الواقع المُعاش بالنسبة للأفراد، وعن طريقها تتم التفاعل وبناء الأواصر ومُناقشة القضايا ذات الشأن العام، وإعادة هيكلة الخارطة المعرفية للفرد وإبراز دوره الحيوي في تجسيد الواقع المُعاش وتأثيرها المُباشر على سلوك الفرد, وتتلخص أهداف هذا البحث من خلال النقاط الأتية:
1- تحديد مفهوم الميدياتيك من منظور سوسيولوجي.
2- التعرف على أبعاد الميدياتيك في الفعل الاجتماعيّ.
3- تشخيص طبيعة تأثير مفهوم الميدياتيك في التفاعل الاجتماعيّ بين أفراد المُجتمع.
4- إبراز أهمية الميدياتيك في الذات الاجتماعية من خلال توقعات أفراد المُجتمع.
5- فهم الإطار الثقافيّ للمُجتمع من مدخل القيّم الاجتماعية. وتوصلنا إلى أهم النتائج الآتية:
1- تُعبر الأفعال عن الحاجات ضمن الحدود المُمنوحة للفرد في البيئة الاجتماعية، ونجد أنه كيان وبناء ذو بنية مُنظمة، ينتظم على شكل موقف يتبناه الفاعل، ويحمل البواعث والأهداف والرغبات والمخاوف والافتراضات والاعتقادات، لأن الفاعل في الأساس هو كائن حي ذو سمة مميزة، لذا فأن الفعل له بُعد حيوي وإن لم يُدرك ذلك.
2- الفعل تكوين يتضمن عناصر عديدة مُنظمة يدخل في تفاعلات مع الآخرين ويُكّون أواصر وعلاقات اجتماعية, يُمكن ضبطه والتحكم في مساراته بحيث يمكن إعادة توجيهه، وهذا الفعل يحتاج إلى بيئة مكانية وفترة زمنية محددة الظهور.
3- نتائج هذا الفعل قد تكون مادية (ظاهرية) أو معنوية (ذاتية) لدى الفاعل أو الأخر الموجه إليه الفعل، والأفعال قابلة لإعادة الإنتاج في المُجتمع، ولها شبكة من الامتدادات في البيئة الاجتماعية وأهم خط في هذه الشبكة هو خط العلاقة بين الفعل وأهدافه المُتحققة.