هدفت الدراسة للتعرف إلى دور ظروف إيواء اللاجئين السوريين في تبني الفكر المتطرف لديهم في الدول المستضيفة من وجهة نظر العاملين في المنظمات الإنسانية  "الأردن نموذجا". ولتحقيق هدف الدراسة،  فقد تم اعتماد المنهج الوصفي التحليلي المسحي(المسح الاجتماعي) وتكونت العينة من (300) عاملا وعاملة يعملون في المنظمات الإنسانية في الأردن، ولجمع بيانات الدراسة، فقد تم بناء استبانة تألفت من (50) فقرة، تم توزيعها على أربعة  محاور تقيس ظروف  الإيواء (الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وخدمات الإيواء) ومحور يقيس الحلول المقترحة للحد من الفكر المتطرف، وتم التحقق من صدقها وثباتها، وتمت معالجة البيانات التي تم الحصول عليها من الميدان، باستخدام البرنامج الإحصائي للعلوم الاجتماعية (SPSS)، وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية: إن دور ظروف إيواء اللاجئين السوريين في الدول المستضيفة في تبني الفكر المتطرف مرتفعًا وبلغ (3.71)، واحتلت ظروف الإيواء الاجتماعية المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (3.93) تلتها ظروف الإيواء الثقافية بمتوسط حسابي(3.73) ثم تلتها ظروف خدمات الإيواء ، وفي المرتبة الرابعة والأخيرة جاءت ظروف الإيواء الاقتصادية بمتوسط حسابي (3.58)، كما أظهرت النتائج أن أهم الإجراءات الوقائية للحد من الفكر المتطرف: إيجاد مخرجات تعليم ذات جودة في مدارس اللاجئين السوريين تؤدي إلى إعداد جيل قادر على مواجهة خطر الفكر المتطرف، واستخدام البطاقة الأمنية في تجمعات اللاجئين السوريين؛ لمنع ظهور حواضن للجماعات ذات الفكر المتطرف، والتنسيق بين الجهات الأمنية والمنظمات الإنسانية؛ لخلق ظروف مضادة لتبني الفكر المتطرف داخل مجتمع اللاجئين السوريين، وفي ضوء النتائج التي توصلت لها الدراسة فقد تم تقديم عدد من التوصيات من أهمها: ضرورة تحسين ظروف إيواء اللاجئين السوريين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وخدمات الإيواء؛ لدورها في نشر الفكر المتطرف، وعقد ورش التدريب والمحاضرات التوعوية في مختلف وسائل الإعلام المرئي والمسموع وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي للاجئين السوريين في مخيمات اللجوء؛ لتوعيتهم بخطورة الفكر المتطرف على الأمن والاستقرار الانساني.