هدفت الدراسة الراهنة إلى الكشف عن أنواع العنف الطلابي الممارس داخل الجامعة. أيضا هدفت الدراسة إلي رصد العوامل المؤدية إلى هذا العنف الطلابي من وجهة نظرهم أيضا، سواء كانت هذه العوامل من داخل الجامعة أو خارجها أو من داخل الأسرة. والدراسة تعتبر دراسة وصفية / تحليلية ميدانية. واعتمدت علي منهج المسح الاجتماعي بأسلوب العينة. واستخدمت استمارة الاستبيان كأداة رئيسية لجمع البيانات من الطلبة، تم توزيعها وجمعها باليد من الطلبة داخل الجامعة بواسطة الباحث. تم أخذ عينة طبقية عمدية من طلبة كليات جامعة الكويت حجمها 543 طالب وطالبة من مختلف السنوات الدراسية. وتوصلت الدراسة إلي مجموعة من النتائج أهمها: أن الطلبة يمارسون العنف اللفظي والجسدي ضد بعضهم البعض، كما يمارس الطلبة العنف اللفظي تجاه أعضاء هيئة التدريس، وأخيراً يستهدف العنف الطلابي أملاك عامة وخاصة داخل أو خارج الجامعة. ومن وجهة نظر الطلبة فإن أهم العوامل المؤدية إلى العنف الطلابي من داخل الجامعة قد تمثلت في عدم انتشار ثقافة التسامح واحترام الآخر، وانتشار سياسة الإقصاء، وعدم إعطاء الطلبة حرية التعبير عن آرائهم، والتنافس بين الطلبة في انتخابات الاتحادات الطلابية. كما أكد أفراد العينة على أن أهم العوامل المؤدية إلى العنف الطلابي من خارج الجامعة قد تمثلت في التعصب لقيم القبيلة والعشيرة والطائفية والتعصب لمذهب ديني أو سياسي، وغياب لغة الحوار والشعور بالتهميش المجتمعي، وعدم السماح بالتجمعات الطلابية، والشعور بأن المشاركة المجتمعية لا قيمة لها، وعدم وجود قنوات شرعية يعبر فيها الطلبة عن آرائهم. بالإضافة إلى ذلك فقد أكد أفراد عينة البحث على أن أهم العوامل المؤدية إلى العنف الطلابي من داخل الأسرة قد تمثلت في تراجع دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية، وتعرض الأبناء للعنف من قبل الوالدين والتفرقة في المعاملة بين الأبناء، والكبت وعدم الحوار داخل الأسرة، وأخيراً عدم مراقبة الأسرة لما تعرضه القنوات الفضائية العربية منها والأجنبية من برامج وأفلام ومسلسلات تدعو للعنف. وفي نهاية الدراسة تم وضع مجموعة من التوصيات والمقترحات والتي في حال الاستفادة منها يمكن تقليل أو تخفيف أو علاج مشكلة العنف الطلابي في الجامعة.