يتناول البحث الأحاديث النَّبويَّة المتعلِّقة بطاعة أولي الأمر  ــ في صحيح مسلم ــ دراسة بلاغيَّة تحليليَّة، في محاولة جادة للإجابة على بعض الأسئلة المطروحة عن هذا الموضوع؛ من مثل: هل على الرَّعيَّة واجب طاعة أولي الأمر طاعة مطلقة؟ وإذا كان الجواب بالنَّفي؛ فما حدود تلك الطَّاعة؟ وما الحكمة من كثرة الأحاديث النَّبوية الواردة في هذا الباب؟ وما الحكمة من تحصين مقام الأمير أو ولي الأمر إلى هذا الحدِّ؟ وإلى أي مدى تمكِّنُنا دراسة الأحاديث النبويَّة (موضوع البحث) دراسة بلاغيَّة تحليليَّة من الوقوف على دقائق المعنى، ومن ثمَّ على الحدود الدَّقيقة لواجبات وحقوق كلا الطَّرفين؛ الرَّاعي والرَّعية؟ وكيف كانت السنَّة النَّبويَّة تبيانًا وتفصيلًا لآيات الذَّكر الحكيم؟ وكيف كان سياقها ومقتضى الحال موجها لمسارات معانيها؟      كما حاول الباحث ــ من خلال دراسته البلاغيَّة التحليليَّة ــ الاستدلال على أنَّ البلاغة النبويَّة وحيٌ مِن وحي، وإعجاز مِن إعجاز، وأنَّها كانت تمثيلًا حقيقيا لمعانيها؛ بحيث لا يمكن الفصل بين دوائرها ودوائر المعاني، فهي ليست حلَّة وفائض زينة للخطاب النَّبوي، فكلاهما متلبِّسٌ بالآخر، والدّراسة الَّتي بين أيدينا، على هذا النَّحو، تسعى لتحقيق رؤى ناضجة في تأويل أحاديث طاعة أولي الأمر.