ان الصورة المرئية قائمة على ضوء ولون يوضح حدودها ومعالمها، فالعالم الذي نراه حولنا ما هو الا تكوينات لونية تجعلنا نميز الأشياء من بعضها، ودخول اللون في السينما لاقى من رحّب به ومن اعترض عليه حتى اثبت حضوره من بين عناصر لغة الوسيط، والتلفزيون ما هو الا وليد السينما، فنجد اللون والضوء فيه يؤديان دوراً بارزاً، والمسلسلات التلفزيونية تتعدد أنواعها بحسب طبيعة موضوعاتها كالمسلسلات (الاجتماعية- والسياسية- والاكشن- والجريمة- والمغامرة- والخيال العلمي- والكوميديا- والرعب). وموضوعة الرعب دخلت في نسق اغلب الموضوعات مثل (الجريمة والخيال العلمي) ولم تقتصر على مسلسلات الرعب فحسب، لعلاقة الرعب بالحالة النفسية والغموض والتشويق والصراع لدى المتلقي، إذ تلقى موضوعة الرعب نجاحاً جماهيرياً وتجارياً كبيراً، ويعد اللون والاضاءة احدى السمات البارزة التي يتميز فيها هذا النوع من المسلسلات، ولهذا ركز الباحثان في تناول هذه الموضوعة المهمة لإيجاد النظم والبنى المكونة لهذا السياق مواكبة مع عصر التكنولوجيا الرقمية التي دخلت في بناء تشكيلية اللقطة السينمائية والتلفزيونية، فنجد هنالك تحولات جمالية في تعميق أبعاد الصورة الجمالية والدرامية التي تتحقق عن طريق الإضاءة واللون.