يهدف البحث الراهن إلى محاولة التعرف على "التغيرات البنائية وتأثيراتها في استحداث قيم عمل داخل التنظيمات الطبية تعبر عن رؤية تلك التنظيمات ورسالتها، وتوفر للمواطن الرعاية الطبية المتكاملة في ظل تردى الأوضاع الصحية المتعلقة بمجتمع البحث. وقد انطلق البحث الراهن من بعض مقولات نظريات النسق والدور الاجتماعي والتحديث؛ حيث يهتمون بدراسة التغيرات البنائية التي استحدثت قيم عمل تواكب حجم وطبيعة هذه التغيرات، وتراعي متطلبات العصر في التنظيمات الصحية، وينظرون إلى التغيرات البنائية وقيم العمل المستحدثة داخل التنظيمات الطبية بوصفها نسقًا، يجب أن تأخذ في اعتبارها التساند بين الأبعاد التالية: الإداريون، الأطباء، الممرضون، المرضى، وعلاقات العمل بين الأنساق الفرعية للتنظيم (أعضاء التنظيم) من جهة، وبينه وبين المرضى وذويهم من جهة أخرى، والموارد التنظيمية والتقنية والمادية في المجال الطبي. وأن طبيعة هذه العلاقات هي التي تحدد استقرار النسق وبقائه وتحديثه.كما اعتمد البحث على المنهج الوصفي، والمسح الاجتماعي بالعينة، واستخدام دليل المقابلة على عينة من القيادات الإدارية والأطباء والمرضى بمجتمع البحث قوامها 360 مفردة، مكونة من: 30 مفردة من المديرين ورؤساء الأقسام، 30 مفردة من الأطباء من مختلف التخصصات الطبية، 300 مفردة من المرضى الذين يترددون على المستشفي الجامعي في الفترة من أول أبريل 2019وحتى 12 مايو 2019،وقد تم اختيارهم بطريقة عشوائية بسيطة، في مختلف الأقسام الطبية.   وقد خرج البحث الراهن بعدة نتائج، أبرزها: أن التغيرات البنائية للتنظيمات الطبية بمجتمع البحث ساهمت في استحداث قيم تواكب مستجدات العصر، ومن أبرز هذه القيم: قيم الانضباط والالتزام والدقة، قيم النزاهة والشفافية والعدالة، قيم المسئولية الاجتماعية والمهنية والأخلاقية، قيم التعاون والرعاية والاهتمام، قيم التكنولوجيا والحداثة والابتكار. أن التقنيات الحديثة ونظم الإدارة الحديثة التي تعتمد على الكفاءة والمهارة المهنية في مختلف التخصصات الطبية والإدارية قد ساعدت في تحديد مستويات السلطة، وتوزيع الأدوار بدقة على كل عضو من أعضاء التنظيم. من أهم ما يميز التنظيمات الطبية بمجتمع البحث: تقديم النصيحة والإرشاد، والتشخيص بدقة، والكفاءة والإخلاص والتفاني في العمل، التعامل مع الجميع بسواسية وعدالة، النظام الشديد في كافة الإجراءات والتعاملات، إضافة إلى الدقة والالتزام في العمل. ومن أهم المعوقات التي واجهت التنظيمات الطبية بمجتمع البحث، ضعف الدعم المادي، وتزايد أعداد المرضى؛ نتيجة السمعة الطيبة التي أخذتها المستشفى الجامعي بكفر الشيخ. من أبرز المقترحات للنهوض بالتنظيمات الطبية مساهمة الدولة ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الخاص بالدعم المادي والفني والتقني لها، من خلال عمل شراكة تقوم على التبادل العلمي والمهني بين مختلف قطاعات المجتمع.