يهدف البحث إلى التغلغل في كيان إحدى قرى محافظة سوهاج وهي قرية الصوامعة شرق التابعة لمركز مدينة أخميم وهي من ضمن المناطق التي تتسم بالطابع القبلي في صعيد مصر، من خلال تعبيراتهم التي تم التوصل إليها عن طريق المقابلة المباشرة معهم، حيث تم تطبيق دليل مقابلة على عينة عمدية ممن لهم حق الانتخاب (البالغين سن الرشد السياسي 21 عامًا) من مواطني محافظة سوهاج، وقد بلغ عددهم (8) ثماني حالات، ومن هذا المنطلق النظري سنحاول تحليل نصوص المبحوثين من سكان مجتمع البحث التي يعبرون من خلالها عن هويتهم وأثرها على الانتماء السياسي وكيفية مشاركاتهم السياسية، ومحاولاتهم نحو التعبير عن وجودهم الاجتماعي. وقد تبلورت التساؤلات حول تساؤل رئيسٍ مؤداه ؛ كيف تُشَكِّل الهُوِيّة الاجتماعية الانتماء السياسي لدى مجتمع البحث؟ وقد انبثق من هذا التساؤل عدة تساؤلات فرعية وهي :
- كيف تشكِّل الهُوِيّة الاجتماعية الاختيارات الانتخابية؟
- كيف تشكِّل الهُوِيّة الاجتماعية الانتماء الحزبي؟
- كيف تشكِّل الهُوِيّة الاجتماعية الرؤية نحو المستقبل السياسي؟
ويكتسب هذا البحث جانبًا من أهميته وفاعليته من خلال تجميع رؤية شبه متكاملة ومادة بحثية تتيح فهم وتأويل العالم الاجتماعي لمجتمع البحث، باعتبار أعضائه يعيشون حالة من السيطرة من قِبل الجماعات الاجتماعية المتحكمة في نوعية المشاركة السياسية والانتماء السياسي.
ومن أهم نتائج البحث
(1) تشكل الهُوِيّة الاجتماعية الانتماء السياسي من خلال تحكمها في الاختيارات الانتخابية، حيث الاتفاق بين أفراد العائلة على المشاركة السياسية في اتجاه معين. وتحديد الهدف الرئيس من العمل السياسي وهو "المحافظة على أمجاد عائلته" والحفاظ على هويتها.
(2) تشكل الهُوِيّة الاجتماعية الانتماء السياسي من خلال تحكمها في الانتماء الحزبي حيث ترتبط عضوية الأحزاب ارتباطًا وثيقًا بالكيان العائلي الذي يحدد إمكانية الانضمام للحزب من عدمه. حيث كانت هناك رؤية إيجابية لأهمية العمل الحزبي، لكن واقع الحال يدلل على أن العائلة تمارس ضغوط ذات طابع تحفيزي تبث من خلالها روح العائلة وإشعار أبناء العائلة بأنهم يحملون هوية مشتركة.
(3) تشكل الهُوِيّة الاجتماعية الرؤية نحو المستقبل السياسي من خلال الحث على المشاركة السياسية من منطلق اجتماعي، كما تشكل الهُوِيّة الاجتماعية النظرة نحو المستقبل السياسي من كونها توجه الاهتمامات السياسية. حيث نظر غالبية أفراد العينة إلى أنفسهم باعتبارهم ليس لهم يد ولا دور في إحداث أية تغييرات وبالتالي مدفوعون سياسيًا إلى مجال لا خيار لهم فيه.