يتناول هذا البحث جانباً من جوانب الصورة في شعر شاعر مصر كبير محمد ابراهيم ابو سَّنة وهو الجانب السينمائي المشهدي ، فالنَّص الحداثي -غالبا - هو انفتاحي انتاجي لعالم واسع من الصور التي تنطلق فتدور في فضاءات متعددة يطلقها هاجس صغير كامنُ في ذات المنتج، وأبو سَّنة – باعتباره- شاعراً خاض تجربة لحداثة كان في نصوصه تعدد صوري حداثي ، وتأثَّر بالفنون الاخرى في السينما والمسرح وغيرها دون المساس بقواعد اللغة واستقامة التعابير والجماليات الأدبية الاخرى من إيحاءات و رموز وحسيات.
والصورة السينمائية الممشهدة عند ابي سنه تستند على العناصر المرئية كنوع من التحفيز لتكوين المنتحَّل الشعري، هذا التحفيز قد يأتي لمنح الصورة شحنات من الحياة واللون والحركة، ليحس المتلقي أن داخل هذه الصورة ويتجاوز بهذا المرحلة الخيال وتتعدد آليات هذه الصور فقد يبدو المنشْئ فيها مخرجا يوجه كاميراته ويركزها على جانب معين من جوانب الصورة، ويجعل منها نقطه انطلاق لباقي المشهد، وقد يتركها ويعود اليها عده مرات، وكل هذا يتضح للقارئ من خلال الشواهد النصية الموجودة في ثنايا البحث.
وقد تأتي الصورة على شكل مشهد يعود الشاعر بالمتلقي الى الماضي " فلاش باك".
وفي تقنيه سينمائية اخرى يترك المنشئ دور المخرج وينغمس في المشهد ليكون جزء منه مستعينا بالتجليات السردية ووضع ما يناسب الحالة النفسية منها.
واستلهم الشاعر أيضاً من فن السينما نمو الحدث وأسقطه على صوره فأعطاها نوعاً من النمو والتوالد، من غير أن يثقل على القارئ بكثرة الانتقالات والتوالي المجازي فجاءت الصورة السينمائية النامية متطورة متعالقة بمزج جزء من الإيهام لدي القارئ.
وسيري القارئ لهذا البحث كل هذه التقنيات والتأثر بالفنون الأخرى واضحاً في أعمال الشاعر، وعلى الرغم من هذه التقنيات وهذا التأثر نجده أحيانا ينزع لإظهار نصاعة الماضي والمورث الثقافي الخاص به في أعماله.